تعالى ولم يستطع أن يدافع عن نفسه لأن الحي يغلب ألف ميت، كما هو مشهور، وفي المثل السابق وأيضًا قام هذا المتحذلق ينتقص أهالي بريدة وأنهم متحجرون، وغير ذلك من التهم عليهم، وكأنه لا يعرف عن العلماء الا عن نفسه لأن الجهل بحره عميق وتجاهل ما لأهل بريدة من الفضل، وأن أهالي بريدة ملئوا أقطار المعمورة بالعلماء والأدباء والمفتيين والمدرسين والقضاة، فتصدى لهذا المفتري الشعراء والخطباء وردوا أكاذيبه وترهاته ليعلم أن في الحياض من يذود عنها، وأن في الحمى من هو على ثغرة المرمى، ونحن نذكر منها قصيدة أنشأها الأديب الشاعر صالح بن سليمان بن مقيطيب من أدباء مدينة بريدة
وهي هذه:
ألا يا بني قومي أما قد قرأتم ... مقالًا عن الشيخ كما قد قرأناه
قرأنا مقالًا جانب الصدق ذكره ... ولو أنه حقٌ لكنا قبلناه
أزف إلى آل السليم تحيةً ... وبيت لهم بالعلم قد شهدناه
سقى الله أجداثًا تضم رفاتهم ... فكم خادمٍ لله بالذكر أحياه
إذا مرَّ ذكر للسليم تحركت ... أحاسيس من قلبي إذا ما سمعناه
تمرستم أصول الدين في الخير رغبةً ... وتاريخكم عطرًا إذا ما درسناه
لكم سيرة الإسلام في العلم والتقى ... لكم في قلوب الناس حب لمسناه
فأنتم أحباء القصيم شيوخها ... نصحتم لوالي القصيم لما تولاه
تذكرت عبد الله إذ كان بيننا ... لقد كان نجمًا لامعًا طاب مرآه
تعلم علم الشرع مذ كان ناشئًا ... فاربًا على الأقران والفهم بذكاه
فكم عالمٍ يأتيه أعياه بحثه ... على الفور يلقي عنده ما تمناه
لقد كان فذًا بارزًا في علومه ... متى خاض في فنٍ من العلم منشاه
ويكفيه فخرًا أن دعاه مليكنا ... لتعليم أبناء الرياض فلباه
ألا يوجد الحساد يومًا لمثله ... فكم يحسد الموهوب مالله أعطاه