كما كان من عثمان في حق شيخنا ... وأسبابه حسد على العلم منشأه
وفد زامن الشيخ ويعرف فضله ... ولكنما الحسد عن الحق أعماه
إذا الحاسد المسكين أدرك فضله ... سعى يشغل الناس بسب ننساه
أبى الحسد أن يبقَ دفينًا وإنما ... سيبدوا ذا المحسود يومًا دفناه
كفى الحسد ذمًا أن يقود إلى الردى ... ويكشف للمحسود فضلًا جهلناه
عرفناك يا عثمان للناس مالها ... وتعطى بلا حدا إذا ما وزناه
وتزجي رخيص المدح دون توقفٍ ... ولو يشتري ما كنت أنفقت قلناه
ترسل إذا ما كنت للشخص مادحًا ... فلو زاد في المطعوم ملحٌ رميناه
عدلت عن المدح تنقصت شيخنا ... بخست حقوق الشيخ لما دفناه
تنقصت عبد الله لما ذكرته ... ولو قيل ضير فيك كنا ذممناه
زعمت بأن الشيخ لا علم عنده ... وأثبت لشيخٍ بصيصًا رفضناه
فلست بسباحٍ فتعرف عمقه ... فكم جاهلٍ بالبحر يومًا فقدناه
إذا كنت لا تدري عن الشيخ علمه ... فسل من له بالعلم باعٌ سبرناه
وسل عنه آل الشيخ فسل محمدًا ... تجد عندهم علمًا عن الشيخ نرضاه
وقد هبت عبد الله حبًا لعلمه ... أما كان هذا حين آواه مثواه
ولكننا للشيخ نرعى حقوقه ... علينا له حق فلا بد نرعاه
أعثمان دع عنك المديح تزلفًا ... وقدم من الأعمال ماطاب تلقاه
ولازم بيوت الله بالذكر معرضًا ... عن القيل واسأل ربك اليوم تقواه
أترجو بمدح الناس عزًا تناله ... ولكنما العز لمن طاب مسعاه
أما العمر قد ولى وحان أفوله ... وقد حان لو تبكي عليه وتنعاه
وسل ربك المعبود حسن ختامه ... وصل على المبعوث فالله أعلاه
قلت إنما أثبتنا هذه القصيدة، لأمرين:
أولًا إنها كمرثية عددت محاسن عبد الله بن سليم، لأني لم أجد له مرثية، ويقول الله تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم.