وعزمه، فسلمت عليه واستقبلني لأنه يقدر الأعيان، ولا سيما العلماء، فجرى في الحديث معه أن أبديت أسفي في كون بعض المشكلات في قسمة المواريث ترد من سوريا إليه، فذكر رحمه الله أنه لم يتبحر في علم الفرائض والمواريث، بل كان همه في علم الحديث ومسائله والجرح والتعديل في رجاله، ووجدته يشبع الكلام ويطيل بحيث لم يدع في الحديث وعلمه مقالًا تقال، وذلك لما وهبه الله تعالى من سعة العلم والبحث، وقوة الذاكرة، فقلت في نفسي أنه لا يوجد أمثاله، نسأل الله تعالى أن يجبر المسلمين في فقده، وأن يكثر من أمثاله، وذكرت قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يبقَ عالم، اتخذ الناس رؤساء جهالًا فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا".
وفيها قام أناس من المنجمين والكهان يروون أخبارًا بغرق حفر الباطن، وأنه في سابع من سنة ١٤٢٠ هـ سيصيب الحفر غرق ورياح وزلزال، فقامت إمارة الشرقية تستعد لذلك الهول والأمور التي لا تبشر بخير استعدادًا للطوارئ، وماذا يحل هناك، وقد مرت الأيام التي ذكروا ولم يحصل إلا الخير، وكذب المنجمون والخراصون، نسأل الله تعالى أن يديم العافية على المسلمين.
وفيها جرت مظاهرة بين أناس من مصر وبين الكويتيين في بلدة الكويت، مما اضطر حكومة الكويت إلى أن تخرج المصريين وتجعلهم في خيام على حدة موجب المظاهرة.
وفيها كثرت الأمطار وتوالى هطولها على مكة المشرفة وبلاد عسير وأجزاء من منطقة القصيم وحائل سوى مدينة بريدة، فلم يكن لها حظ، وقد أقيمت صلاة الاستسقاء فيها، ولكن لم يرد الله شيئًا، وقد بلغ الوسم ٣١ فلم ينزل شيء في تلك المدة، نسأل الله تعالى عدم الحرمان من فضله.
وفيها أصيبت الهند بزلزال شديد تكشفت الأمور عن ٤٥ ألف قتيل وجريح وأربعمائة طفل مع مدرسيهم تحت أنقاض مدرستهم، وذلك يوم السبت الموافق ثاني يوم من ذي القعدة عام ١٤٢١ هـ،