بالتجهز للغزو، ثم خرج من بلد الرياض وتوجه إلى بلد المجمعة ومعه جنود كثيرة من أهل العارض والمحمل وسدير والوشم، وسار معه بادية عتيبة بأهاليهم فنزلوا بلد حرمة وحاصروا بلد الجمعة وقطعوا كثيرًا من نخيلها.
وكان أهل المجمعة لما بلغهم مسيره، كتبوا إلى أمير الجبل محمد بن عبد الله بن رشيد يستحثونه في الزمن لإسعافهم، وتتابعت الرسل منهم إليه، وكان قد وعدهم بالنصرة وواطأهم على حرب الإمام عبد الله بن فيصل، فعند ذلك استنفر ابن رشيد من حوله من بادية شمر وحرب وبني عبد الله، فلما اجتمعت إليه هذه الجنود خرج من حائل بجنود أخرى وزحف إلى بلد بريدة، فنزل عليها بجنود كثيرة وعدد وعدة، فلما قدم على بريدة وجد الأمير حسن بن مهنا قد جمع أهل القصيم ومن وجده من أهل البادية واستعد بأهبة للزحف مع الأمير محمد بن رشيد لنصرة أهل المجمعة.
ولما تكاملت جيوش ابن رشيد في بريدة زحف متوجهًا معه حسن بن مهنا ونزل على الزلفي، فلما علم بذلك بوادي عتيبة ارتحلوا من حرمة منهزمين وارتحل الإمام بمن معه من المسلمين متوجهًا إلى الرياض وأذن لمن معه من أهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم، وكان مدة إقامته على بلد المجمعة محاصرًا لها أربعين يومًا.
ثم إن ابن رشيد ارتحل من الزلفي بمن معه من الجنود ونزل على بلد المجمعة وأقام عليها أيامًا، ثم إنه جعل فيها أميرًا من قبله، وهو سليمان بن سامي من أهل حائل ورجع إلى بلده.
وكان الأمير حسن بن مهنا لما سار في تلك الجهات جرى منه ومن جنوده فساد عظيم ليهلك الحرث والنسل، فكان يؤتى بالبكرة الثمينة من آلة السانية فتنزع من قرون البتر وتلقى في النار يطبخون عليها القهوة ويحرقون عليها الأبواب ويفسدون كل ما مروا عليه، وكان هذه من ابن رشيد بعد فوزه في القصيم تعد الخطوة الثانية في استيلائه على نجد.