ثم إنه عاد الإمام الكرة على المجمعة فاستغاث أهلها ثانيًا بابن رشيد وابن مهنا فأغاثهم فأدى إلى وقعة بينهم وبين الإمام.
وفيها شرع في حفر آبار البدائع المعروفة، وكانت الآن قصورًا قابلة للزراعة وهي تابعة لعنيزة لحسن مواصلة كانت بين الأمير حسن بن مهنا وبين أمير عنيزة زامل بن عبد الله، وذلك لأن الثاني طلب من الأول إلحاقها بعنيزة فسمح له بذلك، وكانت البدائع تمتاز بقوة واتساع ناحية لما لأهلها من الهمة العالية في الزراعة.
وفيها عمر السلطان عبد الحميد بن عبد المجيد في الكعبة المشرفة وفرش باطنها بالرخام وعمّر بعض الخراب فيها فتم حينئذ فرش سطحها كما أشرنا إليه قبل ذلك وتم أيضًا فرش باطنها في هذه السنة واستمر ذلك، وفيها خصصت القبة الواقعة في باب الدريبة لحفظ الكتب التي أرسلها السلطان عبد الحميد خان وكان قد أضر بها السيل حين دخوله المسجد الحرام كما تقدم، وقد أصدر السلطان عبد الحميد أوامره ببناء مدرسة ومكتبة بجانب التكية المصرية فتوفى قبل تنفيذ هذا الأمر.
فلما كان في هذه السنة نقل بقيتها إلى القبة المذكورة ثم بعد ذلك ضمت إليها الكتب التي أوقفها الشريف عبد المطلب أمير مكة، وكتب الشيخ صالح عطرجي أحد مدرسي الحرم الشريف سابقًا.
وفيها في ٢٤ ذي القعدة ولي إمارة مكة الشريف عون الرفيق، وهو عون بن محمد بن عبد المعين وانعزل الشريف عبد المطلب بن غالب وامتدت إمارة الشريف عون ثلاثًا وعشرين سنة إلى أن مات سنة ١٣٢٣ هـ.
وفيها في أول يوم من صفر ولد الشيخ حسين بن عبد الله بإسلامة الحضرمي مؤلف كتاب حياة سيد العرب وتاريخ النهضة الإسلامية، وكان له فضل وفواضل وله مؤلفات عديدة منها تاريخ الكعبة وتاريخ المسجد الحرام.