وقد كان أولاد سعود يتحينون الوثبة على عمهم الإمام عبد الله، فكتب الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى رسالة أرسلها إليهم يناصح آل سعود ويحثهم فيها على الاجتماع والاتفاق والتناصر، وينهاهم عن التفرق والاختلاف مبينًا عاقبة الاختلاف، وما حصل بسببه عليهم من الذل والهوان، وخروج بلدانهم من أيديهم، وكيف طمع الأعداء بملكهم، وباح فيها بما لديه من النصح والتحسر مع الرسالة بقصيدة وهي هذه:
متى ينجلي هذا الدجى والدياجر ... متى ينتهض للحق منكم عساكر
متى تنتهوا عن غمرة النوم والردى ... وينهض لنصر الدين منكم أكابر
متى تتجدد دعوة حنفيةٌ ... يكون لها بالصدع ناه وآمر
متى ترعوي منكم قلوب عن الردى ... متى ينقضي هذا القلا والتهاجر
فحتى متى هذا التواني عن العلى ... كأنكمو ممن حوته المقابر
وأموالكم منهوبةً وبلادكم ... تبواها بالرغم منكم أصاغر
وأشياعكم في كل قطرٍ وبلدةٍ ... أذلا حيارى والدموع مواطر
وأطفالكم هتكى تشتت شملهم ... وساءت لهم حال إذ الجد عاثر
ممالكم قد قسموها ملوككم ... وأنتم لها أحدوثةٌ ومساخر
فإن ذكرت أو ذكرت بعض ما مضى ... أجابت ببيت ضمنته الدفاتر
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم سمر بمكة سامر
ألم يك للأسلاف منكم مناقب ... ألم يك للأخلاف منكم مفاخر
وفي آيةٍ في الفتح قد جاء ذكركم ... وقد حرر التفسير فيها أكابر
وفتيان صدق من رجال حنيفةٍ ... بأيديهم سمر القنا والبواتر
يرون شهود البأس أربح مغنمٍ ... لدى مأزقٍ فيه يرى النفع ثائر
فسل عنهم يوم الصبيحة الذي ... به أنفخت للحق بصائر
وسل عنهمو يومًا به الطبعة التي ... قد اشتهرت والله مولى وناصر
وسل عنهم يومًا بجانب جودةً ... وليس لأمر حمد الله قاهر