فقد بذلوا غالي النفوس لربهم ... وأمسوا لأيدي الأرذلين مجازر
فأبكيهمو بأعينٍ منك وأسبلى ... دموعك والأجفان منك فواطر
ولا تتركي يا نفس شيئًا من الأسى ... على مثلهم تنشق منك المرائر
أيا مفخر القوجاذدي إلباس والندى ... أجيبوا جميعًا مسرعين وبادروا
على الله ذي الرحمن جمعًا توكلوا ... أذيقوا العدا كأس الردى وتوازرو
أجيبوا جميعًا مسرعين إلى الهدى ... فليس بكم إلا القلا والتشاجر
وأجدادكم أهل النباهة والعلا ... إلا فاقتفوا تلك الجدود الغوابر
فكم لهمو يومًا به الجو مظلمٌ ... وقد نشرت للحق فيه شعائر
وجدكم الأعلى لدى حومة الوغى ... به قطعت للمعتدين دوابر
وكم لكم من فاتكٍ تعرفونه ... أوائلكم معروفةً وأواخر
فما فارس الشهبا وما الحارث الذي ... أباد لظاها والرماح شواجر
وإن ذكرت أركانكم ورؤوسكم ... فإن أبا تركي ليس يغادر
فكم مشهدٍ كم معهدٍ تعرفونه ... كما عرف أقوام باد وحاضر
فلله أيامٍ له ومحاسن ... تشبه بالأعياد والأمر ظاهر
فلا تقنطوا من رحمة الله إنما ... تجي محنة وإليه للخلق قاهر
عسى ولعل الله يأتي بلطفه ... فلا بدع فيما قد أتته المقادر
فتشفى ليانات وتقضى مآرب ... وتبهج فيما تشتهيه النواظر
وحسن ختام النظم صل مسلمًا ... على المصطفى ماسح في الأفق ماطر
كذا الآل والأصحاب ماذرَّ شارق ... وما غردت ورق وما ناح طائر
وفيها جرت محنة حبس لها بعض طلاب العلم، وسببها أنه لما كان ليلة الثلاثين من شعبان، تراءى الناس هلال رمضان، وكانت ليلة غيم فلم يره أحد سوى نساء لا يوثق برؤيتهن، ادعين رؤيته، فأمر الإمام عبد الله بن فيصل بالصيام، فصام وصام أهل البلد معًا، ولم يصم الشيخ عبد اللطيف ولا الإخوان الذي يدرسون عليه، وأصبح الشيخ عبد الله جالسًا للتدريس كعادته مفطرًا يقرء الطلاب حلقًا،