دحلان. وكان له من المحاسن رسائل مجموعة مختصرة في وجوب الصلاة والمحافظ عليها، وتأكيد حضورها مع الجماعة، فالله المستعان.
وفيها قتل الأمير علي بن قاسم بن ثاني نجل أمير قطر المشهور، الذي يلقب جوعان، وكان قتله على يدي العجمان.
وكان المترجم قارضًا للشعر العامي، وقد اتصل به الشاعر النجدي محمد بن عبد الله بن عثيمين اتصالًا وثيقًا حتى أصبح نديمًا له وصفيًا، ولما قتل وقام قاسم بن ثاني بعد ذلك لقتال العجمان لأخذ ثأره، كان الشيخ محمد بن عثيمين هو الحامل للراية، وظهر من آثار شجاعته وشدة سخطه وقوة وفائه ما رفع منزلته عند آل ثاني أمراء قطر، وواسوه بالمال والرعاية حتى أصبح كواحد منهم، يعيش بين قصورهم ويصحبهم في أسفارهم.
وفيها وفاة الشيخ علي آل محمد آل راشد قاضي عنيزة، وكان من قبيلة الأساعدة أهل الزلفي، وبلدته علقة من قرى الزلفي، تولى قضاء عنيزة سنة تسع وستين بعد المائتين والألف، ينيبه على القضاء فيها الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين لأنه قد تخرج عليه وأخذ عنه، فاستمر في قضاءها حتى توفى في هذه السنة.
وقد جرى في أيامه أنه قدم آل عاصم الذين هم بطن من قحطان، يقودهم حزام بن عبد الرحمن بن حشر على الغميس والشقيقة المجاورة لبلد عنيزة، وكانت حمى لأهل عنيزة يرعون فيها الأبل والأغنام ويمنعون الكلأ لسوانيهم التي يسقى عليها الزرع، فلما دخلوا الحمى بعث إليهم أهل عنيزة يأمرونهم بمغادرة المكان والذهاب إلى الفضا والفلاة الواسعة، وكانت تلك القبيلة من قحطان فيها بغي وجبروت على أهل القرى، يتطاولون ويتمردون، فلم يرفعوا رأسًا إلى تلك الرسل التي أرسلها إليهم رئيس بلد عنيزة زامل بن سليم، فجاء الرئيس إلى القاضي المترجم وقال له: أيها القاضي إن هؤلاء الأعراب قد طغوا وتجبروا يضربون من وجدوا في تلك الناحية من أهل البلد من رعاة وغيرهم، وقد آذونا فهل يحل لنا