الفاتك وتاب من ذنبه، اتصل الشيخ بالأمير وأبدى أسفه الشديد على ما صدر منه، وقال على ما تقتلني ولم أشاقق في الملك، ولم يبدر مني بوادر ضدكم، فوالله لا أملك سوى هذه المروحة من سعف النخل، فتكلم الأمير قائلًا والله لهي أثقل علي من ذي الفقار "سيف علي بن أبي طالب" فغادر الشيخ بلد بريدة ثم عاد إليها.
وفي هذه السنة نزلت أمطار غزيرة على القصيم، فأخصب الناس وخرجت نوابت الأرض وأعشابها.
وفيها وفاة دحلان، وهذه ترجمته:
هو حامل راية الضلال الخبيث المتقول على أهل الحق بالكذب والزور، نسأل الله تعالى العافية، أحمد بن زيني دحلان المكي، شرف الله مكة وزادها تعظيمًا، ويسمي إذ ذاك بمفتي الشافعية بمكة، وكان قد شرق بهذه الدعوة الوهابية، وسب أهلها وأجلب عليهم بخيله ورجله، واتبعه على خبثه من كان على طريقته ممن لا يفرق بين الغث والسمين، وأقذع في مسبة إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتلوث لسانه وكتبه بذلك.
وكان الدافع له على ذلك الدولة العثمانية، بذلوا له الأموال الطائلة وأغروه، فانقاد إلى تلك الهاوية، وإذا لم يخش العبد ربه، ولم يستح من خالقه فليفعل ما شاء، نعوذ بالله من الخذلان.
وقد جوّز التوسل بالأنبياء والأولياء، وزعم أن الشيخ محمد كفّر الناس، وإنه يدعى أنه نبي غير أنه لا يبدي هذه المقالة، وأنه ضرب أعمى كان يصلي على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويديمها وقد نهاه، فلما لم ينته ضربه حتى مات.
وأجاز دحلان شدّ الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء إلى غير ذلك من التضليلات، وأورد أخبارًا في استحباب زيارة قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد ردّ عليه العلماء وصاحوا به من أقطار الأرض وبدّعوه وضلّلوه.
ومن العجائب أن كل من أبغض هذه الدعوة الوهابية فإنه يستمد ضلاله من