للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسب العهد المذكور، وحقًا على ابن رشيد أن يعزله ويكون أمير الرياض عبد الرحمن بن فيصل الهمام، أليس ابن سعود وأخا عبد الله وأوى الناس بالإمارة، أليس ابن فيصل الرئيس المقدام، ولما أن كتب إليه بذلك ما كان جوابه له إلا أن عزل أميره فهد بن رخيص، وعين مكانه أميرًا في الرياض سالم بن سبهان أي أنه نكث عهده، وما كان مراقبًا سعوديًا ولا غيره، ففي هذه السنة ولي سالم بن سبهان إمارة الرياض للمرة الثانية.

كان سالم هذا لا قيمة لعهده عنده ولا ميثاق، ولما أن كان في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة في هذه السنة بعث إلى عبد الرحمن بن فيصل بأن يجمع له آل سعود ليسلم عليهم ويهنئهم بعيد الأضحى، ويلقي عليهم كلامًا من ابن رشيد، وكان من نيته وعزمه أن يفتك بهم ويقتلهم جميعًا كما فعل بأبناء سعود في السنة المتقدمة قبل هذه، نسأل الله العافية، هذه نتيجة هذا السلام وهذه التهنئة.

ولما علم عبد الرحمن بن فيصل بما بيته لهم من الغدر وما انطوى عليه من المكر، احتاط للأمر وأعدّ له أهبته، فاجتمع بأفراد أسرته وخدمه وأطلعهم على الأمر وعما كان يبيته له سالم بن سبهان، وعندما وصل ابن سبهان بجنوده وكانوا أربعين رجلًا مسلحين أمر عبد الرحمن بن فيصل رجاله أن يسبقوه إلى شبه ما يريد، وكان من بينهم ابنه فيصل بن عبد الرحمن وابن عمه فهد بن جلوي وعبد العزيز بن جلوي؛ وفهد بن إبراهيم بن مشاري وغيرهم من أتباعه، فوثبوا عليه وعلى رجاله وقتلوا منهم عددًا وألقوا القبض على سالم وبقية رجاله وجردوهم وسجنوهم؛ وقد همّ الإمام عبد الرحمن أن يقتل سالمًا وبقية رجاله انتقامًا لقتل أبناء أخيه سعود؛ غير أنه فكر أنه إذا قتلهم فإن ابن رشيد سيقتل جماعة آل سعود الذين كانوا عنده في حائل، ومنهم عبد العزيز بن تركي وعبد الله بن جلوي، وسعد بن جلوي وهذلول بن ناصر بن فيصل، وفعلًا فإنها تحققت أمنيته ووقع ما كان يتوقعه، فإن آل سعود المقيمين بحائل قد ساروا منها إلى الرياض قبل وصول الخبر إلى ابن رشيد بيوم واحد، ثم إنه بعث في طلبهم ثلاثين رجلًا من خدمه فأدركوهم على ماء العدوة