للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيام محمد العبد الله أبا الخيل ويعرض بان ابن سعود لم يظلمهم كما ظلمهم غيره مذكرًا لهم بواقعة المليداء.

ألا تذكروا حرب المليداء وما جرى هناك وأنتم كالحمير تسوقو.

ثم إنه لما ظفر محمد بن رشيد، أقام في بريدة أميرًا عليها حسين بن جراد، ورحل من القصيم إلى حائل وقد ضبط القصيم، وحمل معه إلى حائل الأمير حسن بن مهنا حقيرًا مكسور اليد وقد يصل إليه بعض التوبيخ والتقريع فسبحان من لا انقضاء لملكه ولا نهاية لأبديته.

وهذه ترجمته هو الأمير ابن الأمير حسن بن مهنا نجن صالح آل أبي الخيل آل حسين أبو صالح العنزي، تولى إمارة بريدة في سنة قتل أبيه واستمرت إمارته فيها ست عشر سنة، وكان في بداية أمره محالفًا لابن رشيد وذلك لأنه لما لم ينصر الإمام عبد الله بن فيصل آل مهنا على ضدهم آل أبي عليان، انحاز حسن إلى الأمير ابن رشيد، وكان حسن مستقلًا في إمارة بريدة بعد ما ضعف حكم آل سعود، وبذلك كانت بريدة وضواحيها إذ ذاك خاضعة لإمارته، وتزوج بعد ذلك بامرأة من آل زامل أهل عنيزة فتحسنت الحال بينه بين الأمير زامل ووهب لزامل زكاة قرية البدائع، وكان طاهر العرض رزين العقل غير أن فيه حنقًا على من يخالف أوامره، ولا يزال يسر ما في نفسه ويؤثر السلم ويحب العافية إلا عند الغضب فله بوادر، وكان أعور العين وله خدم يختصهم لخدمته مثل حمود بن عبد الوهاب وخضير المزعل، ولما ملئت أذناه بمسية الشيخ القاضي محمد بن عبد الله بن سليم وأكثر أعداؤه من مسبته أساء معاملته، وخرج الشيخ يريد سكنى عنيزة، فرده إلى وطنه بريدة وعاهده على أن يكون خاضعًا لأحكام الشرع مكرمًا له موقرًا، فرجع الشيخ إلى بريدة بعدما لبث مدة في عنيزة، وقد زعم بعض الرواة أن العلاقات توترت بينه وبين الشيخ المذكور، وأنه الجأه إلى مبارحة بريدة وبالغ بعض الرواة في ذلك، لكن المقصود أنه رده إلى بلده محتشمًا موقرًا منصورًا، وكان يجري في مجلسه مجون ونوادر وإن كان الأمير يكره ذلك: