وجد، وكانوا ينتابون قبر زيد بن الخطاب وقبته معلقين آمالهم به، يرون أنه يقضي لهم الحوائج، ويزعمون أنه من أكبر الوسائل، وكانوا يترددون إلى قبر زيد بن الخطاب ويدعونه رغبًا ورهبًا بفصيح الخطاب قائلهم؛ يقول شيء تقضيه يا ابن الخطاب، شيء لله يا كاشف العذاب، وكانت هذه القبة من أعظم أصنام أهل نجد، تراق حولها الدماء، ويصاح عندها، وتعفّر الجباه، وتستقبل وتقبل بالشفاه. وتخضع الأكابر لديها وتنكسر الرؤوس، فتعالى الله الملك القدوس، ويترددون إلى قبر يزعمون أنه قبر ضرار بن الأزور، ولا شك أنه كذب ظاهر وبهتان مزور؛ وكذلك أيضًا عندهم نخل فحال، ينتابه النساء والرجال، ويفعلون عنده أقبح الفعال، وكانت المرأة إذا تأخر عنها الزواج، ولم ترغب بها الأزواج، تذهب إليه وتضمه بيديها برجاء وابتهال، معرضة عن الملك ذي الجلال، وتقول يا فحل الفحول؛ أريد زوجًا قبل الحول.
وشجرة عندهم تسمى الطريفية أغراهم الشيطان بها، وأوحى إليهم التعلق عليها، وأنها ترجى منها البركة، فكانوا يأتونها طوائف وفرق، ويعلقون عليها الخرق، وقد تشبث بها الشيطان واعتلق؛ يفعلون ذلك لعل الأولاد يسلمون وعن الموت يجارون، ولكن قد قال من يقول للشيء كن فيكون، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وفي أسفل الدرعية غار كبير؛ يزعمون أن الله فلقه لامرأة تسمى ابنة الأمير، أراد بعض الفسقة أن يظلمها ويظير، فصاحت داعية الله فانفلق لها بإذن الولي الكبير، وكان الله لها من ذلك السوء مجير، فكانوا يرسلون إلى ذلك الغار اللحم والخبز ويهدون، ويبعثون إليه ويقربون، فعياذًا بالله مما يعملون، وفي وادي غبيراء يجري من الهجر والمنكر؛ ما لا يعهد مثله ولا يتصور، كذلك قرية في الدرعية يزعمون أن فيها بعض الصحابة مقبور؛ فأصبح حظهم من عبادته موفور.
ومن العجائب المضحكة أن بعض هذه الآلهة بل غالبها لا يعرف لها أصل ولا فضل، بل زين لهم الشيطان عبادتها ابتلاءً وامتحانًا، نسأل الله العافية.