فيصل أن يطاردا ابن رشيد فتتبعاه، ولما بلغ جيشهما عين صيد رجل عبد العزيز بن رشيد من السماوة ثم عاد حمود وعبد الرحمن من مطاردة ابن رشيد.
فعند ذلك شرع مبارك بن صباح يعد القوة للغزوة الكبرى غزوة نجد، فاستفز القبائل واستثارها يريد مقابلة ابن رشيد، فلبته مطير بأجمعها ولباه العجمان وآل مرة وغيرهم من بوادي الجنوب، ثم جاء أبو عجيمي السعدون بعشائره من الشمال مع من كانوا كاتبوه من زعماء نجد، يعدونه بالمساعدة كآل سليم أمراء عنيزة وآل مهنا أمراء بريدة وغيرهم، ذلك لما قاسوه من حكم آل رشيد، فانضم عدد كبير منهم إلى جيشه وأصبح عدد جيش مبارك بن صباح عشرة آلاف مقاتل، وزحف هذا الجيش العرمرم الجرار يقوده أمير الكويت فجعل ابن رشيد يستجذبه شيئًا فشيئًا حتى وسطه من نجد، وجرى ما سنذكره في السنة التي بعدها.
وممن توفى فيها من الأعيان الشيخ المخضوب صاحب الخطب المشهورة:
وهو الشيخ العارف المحقق عبد الله بن حسين المخضوب صاحب ديوان الخطب، وكانت خطبه حسنة جميلة في بابها، وقد سلمت من الإلحاد والتعطيل كما يستعمله بعض من قلت بضاعته من العلم في الأسماء والصفات، وكان المترجم مقتبسًا من علماء هذه الدعوة، وآخذًا عنهم وبينه وبينهم مراسالات ومجاوبات، وهو من بني هاجر من قحطان، وكان قاضي بلد الخرج، ووفاته في جمادى الأولى.
وفيها عقدت اتفاقية بين الحكومتين الإنكليزية والمصرية بحق السودان مشتركًا بينهما، ذلك بعدما تسلطت مطامع الدول الأوربية على السودان، فجاءت إيطاليا واستولت على كسلا، ثم تقدمت فرنسا من جهة الكونغو على أقليم بحر الغزال، فلما رأى الإنكليز تطفل الأوربيين على السودان انتدبوا لاسترجاعه ووافقهم السعد على ذلك، وبعد استرجاعه أخذوا في تنظيم إدارته، وبعد ذلك عقدت هذه الاتفاقية.
وممن توفى فيها من الأعيان الشيخ نعمان أفندي الآلوسي الحنفي البغدادي، وكانت وفاته في محرم في هذه السنة.