للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تجعل لأحد فيه نصيبًا غيرنا، فساروا قليلًا فوجدوا نهرًا من ماء السماء يتدفق، فشربوا وملؤا اواعيهم، ثم ساروا فرجع بعض أصحابه إلى موضع النهر فلم يروا شيئًا، كأنه لم يكن في موضعه ماء قط.

وكان حبيب العجمي أبو محمد معروفًا بإجابة الدعوة، دعا لغلام أقرع الرأس، وجعل يبكي ويمسح بدموعه رأس الغلام، فما قام حتى اسود رأسه وعاد كأحسن الناس شعرًا.

وأتى برجل زمن في محمل، فدعا له، فقام الرجل على رجليه فحمل محمله على عنقه ورجع إلى عياله، وهذا باب واسع لا يمكن استيعابه، وإنما المقصود ذكر هذه الواقعات وما جرى فيها من العجائب.

وفي هذه السنة جعل ابن رشيد في قضاء بريدة بعد الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم الشيخ الصالح بن قرناس، وكان من أهالي بلدة الرس المشهورة، كما جعل أميرًا في بريدة بعد سعد الحازمي سالم بن سبهان.

ثم إنه دعا عبد العزيز بن متعب بن رشيد بزعماء بريدة وأودعهم السجن، وعزم على قتلهم من آخر النهار، وكانوا خمسة وعشرين شخصًا، فلما عقد عزمه على ذلك قدر أنه كان رجل من أتباعه يدعى ناصر بن عتيق قد علم بما بيّته لهم، فذهب إلى ماجد بن حمود بن رشيد، فوجده على فراشه من آثار جراح أصابه في تلك الحرب، فانطرح منكبًا على وجهه يبكي وقال: يا ماجد أما علمت أن ابن رشيد قد عزم على قتل زعماء بريدة، فها هم الآن في السجن وقد أمر بضرب أعناقهم بعد العصر من هذا اليوم، فإن رأيت أن تجعلها في ميزان حسناتك فتشفع لهم، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، فإنك ممن يؤمل لمثلها، فقام ماجد واستوى جالسًا وأمر بالفرس أن تسرج.

ثم إنهم حملوه على ظهرها فذهب إلى قصر الحكم في بريدة، وكان ذلك في منتصف النهار، فاستأذن في الدخول على الحاكم ابن متعب، وقد نام في القيلولة، فأدخل عليه ولا توصل إليه خاطبه بقوله: يا عبد العزيز قد جئتك متوجهًا لزعماء