عزمه ويساعده بكل ما يؤمن، ولكنه خرج بنفسه ليشيعه ويهيجه: يا ولدي داو جراحي وخذ لي بالثأر من عدونا، يا وليدي أشف صدري من هذا العدو العنيد، وجعل يدعو له بالنصر والظفر.
ونهض هذا الشاب نهوض الليث يلقي بنفسه ولا يهاب الموت، وفي كلام الحكمة من طلب المخاطر تحمل الأخطار.
نهض يطلب ملك آبائه وأجداده ونار عزمه تأجج، وكان قد رأى في منامه وهو مقبل لفتح الرياض كأنه نفخ سراجًا فانطفأ، فشد ذلك عزمه وزحف متفائلًا مصممًا لا يثني عزمه شيء.
ثم إنه لما زحف بهذه القافلة يؤم الرياض، استفز القبائل والبوادي فأتاه شراذم من العجمان، وأنضم إليه بني مرة وسبيع والسهول وغيرهم.
ولما أن بلغ حرض، كان قد اجتمع إليه ألف وأربعمائة مقاتل منها أربعمائة خيال وألف ذلول، فاشتد عزمه وذهب يقطع الصمان والدهنا إلى أن وصل إلى موضع في نجد يسمى العرض فغزا هناك عرب قحطان الذين هم تبعًا لابن رشيد، فأصاب منهما مغنمًا كبيرًا، وعاد إلى ناحية الأحساء، فعندما علم ابن رشيد بهذه الغزوة هجم في أطراف الكويت على قبائل عريبدار ليظهر أنه لا يبالي بمثل هذا العدو الذي ليس له بكفؤ، ولمأمون عبد العزيز بن عبد الرحمن جيشه في الحسا، خرج غازيًا مرةً أخرى فوصل إلى سدير وشن الغارة على قبائل الدواسر ومطير وغيرها كقحطان في موضع يسمى عشيرة، فأخذها ورجع بالغنائم فنزل ثانيةً في الأحساء وكان جيشه يزيد، فأصبح معه ألف وخمسمائة ذلول وستمائة خيال.
فلما جرى ذلك عاد ابن رشيد بجيشه إلى الحفر وبعث رسولًا وهو الحازمي إلى أمير قطر قاسم بن ثاني يستنهضه على هذا العدو الجديد، ثم كتب أيضًا إلى حكومة البصرة لتحرض حكومة الأحساء بطرد ابن سعود، ومن تلك النواحي تحريض البوادي عليه.