أما عنيزة فكان عليها من قبل الأمير ابن رشيد بعد واقعة المليدا صالح بن يحيى، واستمر في إمارتها حتى جرى منه اعتداء على عبد الله الربدي، وما زال يضمر له العداء حتى أخرجه من بيته ليلًا بحيلة فضربه ضربًا شديدًا، فبعث عبد الله إلى قريبه عبد الرحمن الربدي في بريدة يخبره من فوره بما فعله به أمير عنيزة، ولما أن بلغه ذلك بعث من فوره نجابًا بكتاب إلى الحاكم محمد بن رشيد في حائل، وقال للرسول: واصل السفر فإني لا أريد هذا العمانية بعدها، ولما أن طوى مسيرة ستة أيام في يومين ووصل إلى ابن رشيد، بعث بعزله وجعل مكانه ابن أخيه حمد بن عبد الله بن يحيى، وكان القاضي في عنيزة إذ ذاك العويضي، وكان يشرب التنباك، لذلك قد هجاه بعض العلماء بذلك ثم إنهم طلبوا من ابن رشيد أن يجعل في قضائهم الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر فنصبه فيهم.
وفيها في ليلة ١٣ شوال ولد الملك سعود بن عبد العزيز نجل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، وكان ذلك تفاؤلًا بالسعادة، لأنه جاء في بدء ملك والده، وكانت أمه من آل عريعر، فهم أخواله.
ولما بلغ السابعة من عمره بعثه والده إلى المؤدب وسنزيد المقام فيما بعد إن شاء الله تعالى.
وفيها توفى الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن رحمه الله تعالى وعفا عنه، وهذه ترجمته:
هو الشيخ الإمام العالم العلامة المتقي العارف بأصول الدين، والمجاهد لأعداء الله الملحدين، إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان، كان المترجم أخًا للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن، بيد أن الشيخ أبرع منه وأشهر، حتى كان الشيخ إسحاق يقرّ له بالفضل ويدعوه بشيخنا، وقد كان سافر إلى الهند في طلب العلم، فكان في بلد دلهي، وكثيرًا ما تتعاقب الرسائل بينه وبين الشيخ سليمان بن سحمان، كما قد مرّ بنا بعضه وقد سافر إلى مصر للدراسة على علماء الأزهر.