وبلوغ المرام، ومشكاة المصابيح، والجلالين في التفسير، وحصل له منه السماع والإجازة والقراءة، وذلك في شهر رجب سنة تسع وثلاثمائة وألف، وكانت مدة إقامته عند السيد نذير تسعة أشهر.
ثم ارتحل في رمضان إلى بهويال فقرأ فيها على الشيخ حسين بن محسن الأنصاري في الأصول والفروع، وأجازه إجازتين مختصرة وإجازة عامة في كل ما تجوز له روايته وتنفع درايته من علم التفسير والتأويل والسنة، وذلك في شهر شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف.
وحضر لدى سلامة الله المدرس في بهويال، وسمع منه سنن ابن ماجه وغيرها، وبعض كتب المعقولات، وقرأ على القاضي في حيدر أباد وغيرهم، وعاد إلى وطنه فاشتغل بالتدريس والإفادة ونشر العلم، ولما أن عاد إلى وطنه وجلس للتدريس، رحل إليه الطلاب من أطراف نجد للأخذ عنه والتعليم بين يديه، فنفع الله به ونشر علمه، وقضى بقية زمانه في التعليم، فأقام على ذلك مدة إلى أن وافاه أجله المحتوم في اليوم التاسع والعشرين من شهر رجب من هذه السنة، وكان له مؤلفات حسنة منها: الجوابات السمعيات في الرد على الأسئلة الروافيات، وغالب مؤلفاته فيما يتعلق في الإقامة بين أظهر المشركين، والسفر إلى بلدان أعداء الملة والدين والهجرة والولاء والبراء، ومن أحب أن يعرف قدره، فليراجعها فإن فيها من الفوائد والبحوث ما يشفي العليل، ويروي الغليل، وأفاد وأجاد، فمن ذلك قوله:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من إسحاق بن عبد الرحمن إلى المحب المكرم عبد الله بن أحمد وفقه الله للطريق الأحمد، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وغير ذلك الموجب لهذه المكاتبة النصيحة وحسن الظن فيك، وأتيقن أن ألحق ضالتك، فالذي أوصيك به أن تطيع الله ورسوله وتقدم ذلك فيما أشكل عليك، ثم أتى بالآيات القرآنية والأحاديث، ثم قال:
فإذا كان الله يحذر نبيه من اتباع أكثر الناس، فما الظن بهذا الزمن وأهله، وقد