عند البخاري ما يشفي ومذهبه ... التحديد كي يرعوي آتي العصايات
وفي أصول رزين الحبر ترجمةً ... قد نورت بالأحاديث الصحيحات
والهدي كافٍ وفي الأدب تبصرةً ... فالويل للناكب عقد المؤاخات
لمقصدٍ باطلٍ فالله ينصرنا ... عليهم أنه كافي المهمات
ما قطعهم حق إخوان الصفاء إذا ... من بيت مالٍ وسعي بالمضرات
عند الإمام وحرص أن تكون به ... كمثلهم عاصيًا رب السماوات
وصدهم قلبه عن أن يفي ويعي ... نصيحةً فعل أرباب الغوايات
ألا لما أبطنوا لكنهم أمنوا ... لما خلى الربع من أهل العنايات
واستحكم الشر والأدبار قارنةً ... فاقبض على الجمر واصبر في الملمات
وأحذر تكون لما أتوا وتألفه ... يومًا توالي ويومًا ذا معادات
فالدين ممتحن والنصر مقترن ... فاعجب لمن يطلب الزلفي بلذات
والأسوة المصطفى الهادي الأمين وقد ... قالوا صياجن هذا ذو افتراءات
عليه مني صلاة الله أجمعها ... مع السلام ومقبول التحيات
وآل والصحب والأتباع قاطبةً ... عداد ما قد مضى من قبل والآت
ولما أن بلغ سن التميز وترعرع، أدخله والده إحدى المدارس الأهلية، فقرأ القرآن وحفظه عن ظهر قلب، ثم إنه أخذ يطلب العلم ويدرس في حفظ بعض المختصرات في الحديث والفقه والتوحيد، ولازم والده وأخذ عنه، ثم سافر بعد وفاة والده كما قدمنا، فوصل على هندستان لطلب الحديث، وكان ذلك في رجب سنة تسع وثلاثمائة وألف.
ولما أن قدم بلد بمباي، حضر مجالس تحتوي على الأدب والغزل وشيء من فنون اللغة وهو إذ ذاك متوجه إلى لقاء علماء الحديث الأفاضل ومشتاق إلى مجالسة الفحول الأماثل، ثم إنه بلغه الله منيته ومن عليه برؤيتهم والاجتماع بهم، فأولهم السيد نذير حسين المقيم ببلدة دلهي، قرأ عليه شرح نخبة الفكر بالتأمل والتأني، ثم شرع في قراءة الصحيحين، وقرأ أطرافًا من الكتب الستة وموطأ الإمام مالك،