للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما انفجر الصباح تكلم عبد العزيز قائلًا اسمع يا جابر من رأيي أن تأمر البدو بالإغارة على سعدون وجماعتهم فتبعدهم عنا ونشغل العدو.

أني والله في ريب من أمرهم أما إذا سيرناهم أمامنا فنأمن خيانتهم، لم يستحسن جابر هذا الرأي، وأصر على أن يكون الهجوم عامًا، فقال عبد العزيز يخاطب أخاه الأصغر سعدًا إني لا أرى غير الهزيمة لهذا الجيش قف معي وقومنا على حده لنتمكن عند الحاجة من الدفاع عن أنفسنا فإن اليوم يوم دفاع يا سعد لأن هؤلاء الناس لا رأي لهم ولا هم يقبلون النصيحة.

فلما رأى جابر أن ابن سعود وقومه اعتزلوا الجيش، لامهم قائلًا أنتم إخواننا والإخوان في الحرب لا يحجمون فخجل ابن سعود وأمر أخاه بالاشتراك في الهجوم فكانت الفاتحة للخيل فأغارت خيالة ابن صباح وكانت مائة وخمسين على خمسمائة من فرسان السعدون فكر هؤلاء عليهم كرات سريعة شديدة هائلة فانهزموا هزيمة شنيعة وانهزم معهم جابر وجيشه بدون قتال ولم يبق مع ابن سعود إلا عشرة فقط من الخيالة وقد فر بقيتهم مع الفارين، وترك جيش ابن صباح لما انهزم كثيرًا من المال والحلال من الأمتعة والإبل والخيل فكانت هدية من جيش الكويت لجيش السعدون، وسميت هذه الواقعة "هدية" وكان وقوعها في أول جمادى الثانية.

ولما أن هزم الجيش الكويتي بقيادة جابر بن مبارك لحق بهم عبد العزيز فما أدركهم إلا في عصر ذلك النهار والهزيمة كانت في صباحه.

ولما أدركهم جعل يهون عليهم الأمر ويقول هذه عادات الرجال والحرب سجال ونحو ذلك من الكلام الذي يجبر قلوبهم وهم في شدة عظيمة أنستهم كل تسلية، فبينما هم سائرون ضلوا الطريق وأدركهم الجوع مع الهزيمة فجاعوا جوعًا شديدًا وما كان معهم من الزاد ما يسد رمقهم فلطف الله بهم بأن التقوا بأباعر شاردة من حملة ابن سعود عليها أحمال الشعير فأطعموا الخيل أحمالها ونحروها ليطعموا أنفسهم.

فلما كان في اليوم الثاني جاءهم أيضًا اللطف من الله وذلك بأن فيصل