وقد كان ذا عقلٍ رزينٍ مؤيدٍ ... وليس بطياش ولا المتحامق
له في فنون العلم باغٌ ومسرحٌ ... وميلٌ إلى القول الصواب الموافق
يغوص بفهم ثاقبٍ متوقدٍ ... لحلٍ عويص المشكلات الدقائق
وإدراك ذي علمٍ وحسن روايةٍ ... يفوق بها الأقران من كل حاذق
وحفظٍ وإتقانٍ وحسن تصورٍ ... لما كان معنيًا يراد لسابق
يؤم إلى كل العلوم بخبرةٍ ... وعلمٌ وتحقيقٌ وحلمٌ مطابق
قريبٌ إلى أهل التقى وذوي النهى ... وليس لأعداء الهدى بالموافق
بعيدٌ عن الأشرار من كل فاسقٍ ... وذي دغلٍ جافٍ جهولٍ منافق
حباه إله العرش هذا تفضلًا ... على رغم أنف الكاشح المتحامق
تراه محبًا ظاهرًا متملقًا ... وليس على ما يدعيه بصادق
وقد كان للطلاب كهفًا وموئلًا ... إذا ما دهتهم معضلات الوثائق
فيصدر كل من أولئك راجعًا ... بكل الذي يهوي بمحض الحقائق
فيفتيهمو بالنص إن كان واردًا ... وأقوال أهل العلم من كل سابق
فإن لم يجد أقوالهم قال بالذي ... يقول به الأصحاب من كل لاحق
وقد كان لي بالحق خير مساعدٍ ... على قمع صنديد كفور مشاقق
ومبتدع في الدين أو متهوك ... بأهل الهدى أو مستريب منافق
كذاك على جافٍ جهولٍ مفرطٍ ... وآخر غالٍ مفرط ذي شقاشق
لئن كان في الدنيا على خير حالةٍ ... يفوز بها أهل التقى والسوابق
لدى الملك العلام ذي العرش والعلى ... وخالقنا الرحمن رب المشارق
ويرجو بها الزلفى لديه ذوو التقى ... ويسمو بها في الناس بين الخلائق
فسيرته محمودةٌ مستفيضةٌ ... لدى الناس لا تخفى على كل رامق
بكل جميلٍ من محاسن من مضى ... تحلى فأضحى فائقًا كل فائق
فنرجوا من المولى له العفو والرضا ... ومحو الذنوب المثقلات العوائق
وإن كان قد أضحى رهينًا لرمسه ... لقد خلف الأحزان في كل وامق