للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأضحت ربوع العلم قفرًا دوارسًا ... من العلم للطلاب بين الخلائق

فيالهف نفسي قد أمضَّ بها الضنى ... من الحزن لم يلمم بها حزن ماذق

وإني لذو حزنٍ وإني لصادقٌ ... وبعض الورى في قيله غير صادق

فيا من على العرش استوى فوق خلقه ... عليه على من فوق سبع الطرائق

أنله الرضا والفوز بالقرب وأكفه ... لهيب لظىً عند احتضار المضائق

وإن كان ربع العلم أقفر بعده ... وحل بنا رزئ المحب المفارق

عسى الله أن يبقى لنا قمر الدجا ... وشمس الهدى للحالكات الغواسق

وأعني به من كان للناس قدوةً ... إذا ما دهتم معضلات الطوارق

وكفهًا منيعًا عند كل بليةً ... إذا دهمت من ملحدٍ أو منافق

هو الشيخ عبد الله من سار ذكره ... من الأرض في غربها والمشارق

هو الردم للأعداء من كل مأذقٍ ... ومن كل شر ضرير ومارق

هو القطب فينا لو تزيل لاجترى ... علينا العدا من كل خصم مشاقق

فيارب حقق بالرجاء فيك سؤلنا ... وأحسن لنا العقبى من كل طارق

وأبق بينهم سادة يقتدي بهم ... إلى منهج المعصوم أزكى الخلائق

وأورثهمو حكمًا وعلمًا وهب لهم ... ذكاءٌ بها في كل فنٍ مطابق

ووفقهمو للخير فضلًا وهب لهم ... ذكاءٌ لكيلا ينطقوا بالشقاشق

وصل على المعصوم ربٌ وآلهِ ... وأصحابه أهل النهى والسوابق

وتابعهم والتابعين لنهجهم ... على السنن المحمود أسنى الطرائق

وللشيخ حسين بن علي بن نفيسة الحنبلي قصيدة يرثاه بها وهي هذه القصيدة التي أفصحت عن صفاته الحسنة وأخلاقه الجميلة:

قفا وأبكيايا صاحبا من تقدمًا ... وعوجًا على الأطلال ثم توهما

هل الدهر أبقى للمنازل آية ... وهل من مجيبٍ بالجواب يجبكما

فإن قال هذا ربع أحبابنا الأولى ... فجودا بماء العين حتى ولو دمًا