عفا لا عفا من كل بكر مليحةٍ ... ولا زال مأنوسًا ولا زال منعمًا
فعهدي به فيما مضى بهجة لنا ... وعهدي به السمار والبيض كالدما
فيا ربع ليلي العامرية لا بلى ... ويا رسم سلمى لا تزال مسلمًا
تسلي بتذكار المعالم ما بنا ... من الحزن إذا صما الفؤاد وألما
ونندب شيخ العلم والحلم والتقى ... سلالة ناس يرشدون من العما
له في فنون العلم أطول ساعدٍ ... ومسلك عدل لم يكن فيه متهمًا
على الشيخ إبراهيم تبكي مدارسٌ ... لقد عهدت بالدرس تنمي وتنتما
نعم هد ركن للهدى وبدى الردى ... وغيب بدر الحق فالأفق أظلما
على مثله نبكي جهارًا وخفيةً ... ونبكي على بنيان علم تهدهما
لقد قل من في الأصل يؤمن بعده ... سوى من له يعزي فهم فيه أعلما
فما كان رب المال راج لنيله ... ولا يائسًا مما قضى متظلمًا
إذا جلسا حفتهما منه هيبةً ... فقاما بما أرضاهما من تخاصما
له نيةً قرت بجذر فؤاده ... فوفقه رب العباد وألهما
به قد أصيب المسلمون جميعهم ... ألا أن هذا الخطب قد صار أعظما
أولوا العلم صاروا للحوادث عرضةً ... وما ذاك إلا شؤم ذنبٍ تعظمًا
إذا مات عالِمٌ مات عالَمٌ ... وأصبح نور الحق بالجهل مسهما
فيا آل آل الشيخ جدوا وجددوا ... عزائمكم واسموا كمن للعلى سما
إلى طلب العلم الذي إن سبقتم ... إليه فقد نلتم به كل مغنمًا
وضيفتكم لا تتركوها فتندموا ... فمن فعل الأسباب لن يتندما
فبالدين لا بالمال قد تردك المنى ... فسحقًا لمال غبَّ مشربه ضما
وحومًا على التوحيد إذا كان عزكم ... وميراث جدٍ قد مضى فيه مقدما
فتبًا لمن لا قام مثل مقامه ... مقامًا به من قام لله أكرما
فأكرم به إذ حاز كل فضيلةٍ ... حنانيك في وقتٍ به الكفر قد طما
محمد الهادي لملة أحمد ... فهذا هو الدين الذي كان قيما