للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا إن أحلى ما يقيت قلوبنا ... وما كان للأرواح أهنا وأنعما

صلاة وتسليمًا على خير مرسلٍ ... مع الآل والأصحاب ما دامت السما

وفيها توفى الشيخ عبد الله بن خاطر قدس الله روحه ونور مرقده وضريحه، وهو العالم العارف الصابر الجواد الكريم السخي ذو الفضل والمعرفة، عبد الله بن محمد بن خاطر المعروف بالدين والفضل والمنتظم في سلك أهل هذه الدعوة الوهابية النجدية مظهر التوحيد ومبيد الكفر والتنديد، كان مكرمًا لحملة العلم والدين وحبر جليلًا وثقةً نبيلًا، يقصده أهل الإيمان ويألفه أهل الفضل والعرفان فيجدون عنده ما يؤملون، ويكفيك شرفًا له أن يبعث إليه الشيخ سليمان بن سحمان يطلب منه أن يطبع ردوده على أعداء الله ورسوله لما انتشر ما طبعوه في مسبة الشيخ الإمام وعلم الأعلام محمد بن عبد الوهاب، وما رموه به من الأكاذيب والترهات، وكان صندوق مالية الحكومة السعودية إذ ذاك خاليًا بواسطة نفقات الحروب والغزوات، فبعث إليه يشجعه ويستنجده، علمًا منه بأنه العضد الأشد في نصرة الدين ومكافحة الكفار والمنافقين، فإذا كان أولئك الزنادقة يبوحون بما لديهم من الكفريات والضلالات، وعندنا أعظم مصادمة لها وقوة ملكة وإرادة، غير أنه لا مطابع عندنا ولا نفقة للطبع، فإنا نستنجد بك يا عبد الله، ونرجوك المساعدة في نشر هذه الردود لمصادمتها خرافاتهم وتمويهاتهم.

فمن أبيات قصيدة الشيخ سلمان يمتدح المترجم ويشجعه ويسأله ما لديه في طبعها قوله:

إلا أيها الغادي على ظهر ضامر ... من اليعملات الناجيات النجائب

تجوب فيافي البيد وخدا ومسئدا ... ولم تكترث يومًا بطول السباسب

تحمل هداك الله مني تحيةً ... هديةَ ذي ودٍ على خير صاحب

ومن قد سمت أخلاقه وصفاته ... سلالة أمجاد كرام أطائب

هو الشهم عبد الله أعني ابن خاطر ... حميد المساعي ذو النهى والمناقب

وأبلغه تسليمًا على البعد والنوى ... بعد وميض البرق جنح الغياهب