فيصطاد أبطال الرجال يقيتها ... بلحمهم تغذي صغارًا فتكبر
ترى الناس قد هابوا حماه مخافةً ... فمن يمشي في واديه فهو مخطر
باظفر منه حين يلتحم الوغى ... وتزفر أحقاد الصدور وتظهر
نثيلٌ على الأعداء وغيثٌ على الندى ... كريمٌ إذا أسدى وصلوا بيسر
فمن بقطيرٍ مثله غير جده ... يلي خاله الأدنى كريمٌ يفخر
أولئك عبد الله والشيخ قاسم ... وفضلهما بين البرية أشهر
فذكرهما بالجود فرض وسنَّة ... على كل من يروي القريض ويشعر
تسامى لما قد عرفاه من العلى ... فما زال للنفس العزيزة يصغر
تقضي زمان الوصل وانعكس الذي ... نريد فهل ابن المطايا تنحر
وولت سويعات السرور وأبعدت ... عسى الله للمكسور بالوصل يجبر
فمن مثله للوافدين مؤملٍ ... إذا أجدبت أوطانهم ثم أعسروا
لقد كان للدهر المربد أعينًا ... فلما تولى أصبح الدهر يعثر
فيا آل مرٍ مرر الله عيشكم ... وأسكنكم في الحشر نارًا تسعر
ويا آل نوطان تناطون بالبلى ... وتقهركم أعدائكم ثم تجزر
قتلتم كريم الجد والخال سيد ... منيع ذمار الحي والنقع أكدر
فيا أخوا عبد الإله إلا اصبرا ... ولا تجزعًا مما أراد المقدر
فهذا سبيل الناس للموت والبلى ... ولو مدت الآجال لا بد يقبر
فقد كان عبد الله أردى قرينه ... غشاه نجيعٌ بالجراحة أحمر
ولكن أحب الله لقياه إنه ... حبيبٌ له فاشتاق منه التبكر
وفضله منه بخير شهادةٍ ... كما فضل الأخيار قبل وحبروا
فأين أبو حفص الذي عز ديننا ... وسماه بالفاروق النبي المبشر
وأين شهيد الدار حب نبينا ... مجهزٌ جيش العسر ما ذاك ينكر
وأين الذي أردى ابن ودٍ بكفه ... علي الذي منه العلوم تفجر
وسبطا رسول الله أبناه لو يكن ... بذي الدار من يبقى لعاشوا وعمِّروا