لأن كان عبد الله أودى شبابه ... فإن سبيل الجود لا شك أوعر
توفيت الآمال والعرف بعده ... فلو خلت حظي كلما قام يعثر
أرى بعده أن الحياة ذميمةً ... وكل جواب بعده ليس يذكر
فتى لا تخطاه الرفاق لغيره ... يلاقيهمو بالبشر والكون تنحر
فتىً همه فعل الندى في كل لحظةٍ ... خليقٌ له مذشب ما عنه يصبر
فتىً يكسب المعدوم من حر ماله ... أياديه لم تنفك بالجود تمطر
فتىً حسنت أخلاقه وفعاله ... فتىً ضاحك العينين والوجه مسفر
فتىً لا يبالي أن يصير بجسمه ... كلوم بيوم الروع والموت أحمر
فتىً لم أرى من يقوم مقامه ... إذا أزمت غبر السنين وأعسروا
فتىً حاز دق المكرمات وجلها ... فإن ذكروا أهل العلى فهو أفخر
فإن رمته في الدين فأت نديه ... تجد كل من يروي الحديث ويخبر
بتعليمٍ قال الله قال رسوله ... وما قاله الأصحاب بعد وكرروا
ترى الأمهات الست من جل كنزه ... وفي كتب الشيخين دأبًا يذكر
على السنة الغرا حريصٌ وعاملٌ ... بما اسطاع منها لا يمل ويفتر
فيبذل للمعروف والعرف أمره ... ولا يكترث بالناس إن كان غيروا
فكم منكرٍ أردى وكم بدعةٍ محا ... حكيمٌ عليمٌ بالذي فيه يأمر
وكم جمع الإخوان في وسط داره ... على كل ما تهوي النفوس وتشكر
على جفنٍ مثل الجوابي ينوبها ... وفودٌ لهم كل يومٍ تحضر
يصلي كثير الليل لله لم يزل ... سؤلًا له حتى إذا الناس أسفروا
دعى للندى الداعي بصوت تجيبه ... مساكين والغرثى لديه تخبر
فيطعمهم يرجى من الله بره ... بيومٍ به كل الصحائف تنشر
وإن رمته في الحرب فهو ضرامها ... إذا أكلحت أنيابها فهو مسعر
له تشهد الخيل الكمأة مع القنا ... ويشهد حين الكر بدو وحضر
فما أسد تخشى الضراغم بأسه ... له أشبلٌ يسعى لها ويبكر