هذا مع أن ابن سعود ما زال يتودد إلى الحسين ويرسل إليه رسائل التفخيم والتبجيل، كما كتب إليه في ١٨ من رمضان سنة ١٢٢٨ هـ كتابًا قال فيه: حضرة جناب الأجل الأفخم يمين الشيم أمير مكة المكرم سيدنا الشريف حسين باشا ابن السيد علي دام مجده وعلاه أمين، وأطال في تفخيم الحسين، إلى أن قال وأمرك علينا تام على كل حال، ثم قال ذلك والولد برسم الخدمة، ولما ختمه أمضى عن نفسه خادم الدولة المملكة والوطن أمير نجد رئيس عشائرها عبد العزيز السعود، وأهدى مع الكتاب إليه جياد الخيل.
وكتب بعده كتابًا في تاريخ ١٥ شوال منها إليه أطال فيه بالتمجيد، ووضع نفسه كخادم بين يدي الحسين، ومن ألفاظ الكتاب "وما عرف جنابكم كان لدى ابنكم معلوم خصوصًا ما عرف جنابكم من جهة عتيبة والقصيم، وإنهم يلقون بالأكاذيب التي ليس لها حقيقة ويتظلمون عند حضرتكم، فنحن نقول عما قالوا سبحانك هذا بهتان عظيم، فأما من جهة نظركم علينا وعليهم، فهذا هو شأن مثلكم وهو مقامكم العزيز، ثم أطال إلى أن قال: فالآن ابنكم وخادمكم ومملوك فضلكم ثاني نفسه سامع مطيع لله ثم لحضرتكم، لأن واحدًا من أهل القصيم أو من عتيبة يدعى علي بأدنى شيء من الظلم، فكما تأمرون أفعل امتثالًا لأمر الله ثم لأمركم، وجميع ما زوروه على حضرتكم دواء الكذب المقابلة، فإن كنت المجرم فأنا تحت أمركم كما تأمرون أفعل واصطبر لأدبكم، فإن كانوا هم الكاذبين وتحقق عند جنابكم ذلك فنحن قد دمحنا لهم من الزلات أكثر، وحقنا على جنابكم أن تكونوا على حذر من أقوال الغاشين للإسلام والمسلمين، وأنا والله، وبالله، وتالله إن رضاكم وامتثال خدمتكم عندي أعز من رضا عبد الرحمن وخدمته، ثم أنا معطيكم عهد الله وميثاقه أني ولدك سامع مطيع ما أخلف شوفتك في جميع أمر".
ثم أطال بالتواضع والخضوع للحسين وختم الكتاب، ثم بعث إليه بكتاب في ٢٢ من ربيع الأول من هذه السنة على هذا النمط.