للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تأخذ بثأر والدك من ابن السعدون، فأجاب عبد العزيز أن مشاكله كثيرة، عشائره متقلبة فيخشى الخيانات بعد أن اجتمع له الأمر في بلاده، وهو يضطر والحالة هذه أن يستخدم كل ما لديه من قوة في معالجة مشاكله الداخلية، ومنها في تلك الحالة مسألة تركي بن سعود العرافة الذي انحدر إلى الحساء من الخرج يستنهض العجمان كما تقدم قريبًا، وقد انضم إليه آل سفران فأخذ منهم.

ولكن مباركًا أبى أن يعذر ابن سعود، ودام على الاستغاثة والتأوه، وكتب إليه مرة ثانية فقال في كتابه إلى ابن سعود: يا ولدي أنا أصيح وأناديك وأنت يا ولدي تصم أذنيك، أبمثل ذلك يعامل الوالد، أتهجرني يوم شدتي فيساعد هجرك العدو علي، اسمعني أصيح وأناديك لتفزع لوالدك وبلدك، ففزع عبد العزيز وسمع له افستفز عشائره ملبيًا ندائه، وزحف تلك المرة بجيش مؤلف من ألف وخمسمائة من الحضر وخمسة آلاف من البدو، يصحبه اثنان من أبناء الصباح وهما سليمان الحمود وعلي بن خليفة، ثم سار ينتقم لوالده من ابن سعدون وابن سويد، وأعلم ابن صباح بمسيره وأنه سينزل الحفر، ولكن العدو أثناء ذلك انقسم قسمين فاحترب أهل الظفير وأهل المنتفق بعد أن كانوا متحالفين.

وسبب ذلك العداوة التي كانت كامنة في نفوسهم، فلما علم الشيخ مبارك بما صدر بين عدويه وأن حمود بن سويط كان أميل إليه، كتب إليه يخبره أن ابن سعود زاحف إليه وحذره منه.

ثم توجه ابن سعود إلى ناحية الزبير فورد كابده ووجد هناك أغنامًا كثيرة لابن سعدون فغنمها كلها، واستمر سائرًا إلى صفوان فلاقاه في الطريق رسولٌ من والي البصرة ومعه وفد من أهل الزبير، فأكرموه وقدموا له الهدايا الثمينة من الحكومة ومن الأهالي، وكانوا خائفين لما جاءوا مستعطفين، فأمر ابن سعود جيوشه بأن لا يعتدوا على أحد ولا يؤذوا أحدًا في أطراف الزبير والبصرة.

ثم جاءه بصفوان رسولٌ من قبل الأمير مبارك بن صباح، وهذا الرسول هو عبد العزيز بن حسن، جاءه بمهمة جديدة، وهي أنه طلب أن يهجم على عدد من