إن النماردة الفراعنة الأولى ... كانوا بأرض الله أهل تردد
ذا قال أنا رب وذا متنبئ ... هم في بلاد الله أهل ترددي
يمنًا وشامًا والعراق ومصرها ... من كل طاغ في البرية مفسد
فبموتهم طابت وطار غبارها ... وزهت بتوحيد الإله المفرد
إن المواطن لا تشرف ساكنًا ... فيها ولا تهديه إن لم يهتد
من كان لله الكريم موحدًا ... لو مات في جوف الكنيف المطرد
وبعكسه من كان يشرك فهو لم ... يفلح ولو قد مات وسط المسجد
خرج النبي المصطفى من مكة ... وبقي أبو جهل الذي لم يهتدي
إن الأماكن لا تقدس أهلها ... إن لم يكونوا قائمين على الهدى
لو أنصفوا لرأوا له فضلًا على ... إظهار ما قد ضيعوه من اليد
ودعوا له بالخير بعد مماته ... ليكافئوه على وفاق المرشد
قالوا له غشاش أمة أحمد ... وهو النصيح بكل وجه يبتدي
هل قال إلا وحدوا رب السما ... وذروا عبادة ما سوى المتفرد
وتمسكوا بالسنة البيضا ولا ... تتنطعوا بزيادة وتردد
عجبًا لمن يتلو الكتاب ويدعى ... علم الحديث مسلسلًا في المسند
ويقول للتوحيد غشا إن ذا ... خطر على من قال فليتشهد
ويجدد الإسلام والإيمان ... معتقدًا بأن الشيخ خير مجدد
ما ذنبه في الناس إلا أنه ... هدم القباب وتلك سنة أحمد
إلى أن قال:
قالوا صبأتم نحوه قلنا لهم ... الحق شمس البصير المهتد
ما بيننا نسب نميل به ولا ... حسب قريبًا له يتودد
أيضًا ولا هو جارنا الأدنى الذي ... نمتار نعمته ولم نسترفد
لكنها شمس الظهيرة قد بدت ... لذوي البصائر فاهتدى من يقتد