ويوم إذا حمي الوطيس وأقدت ... قدور المنايا بالرجال توثف
تجده أمام القوم يحمي حماتهم ... بغضب يمان للجماجم يقطف
لبيبٌ لأهل الخير رحبٌ فناؤه ... حبيبٌ لدى زواره يتلطف
تقيٌ نقيٌ طاهر العرض أوحدٌ ... زكيٌ سخيٌ بالمساكين يرأف
منيبٌ وآواه خؤف لربه ... وبالله أدرى وهو لله أخوف
مآثره كالشمس في رونق الضحى ... وإحسانه ما زال ينمو ويقطف
يقات به أهل التقى في ديارهم ... وكل غريبٍ قادمٍ يتحنف
من الله يرجو يوم تبلى سرائرٌ ... بيومٍ به كل الصحائف تكشف
فهذا هو الصدق الذي قد علمته ... وإن غيروه الحاسدون وسوفوا
على رسلكم أهل الثبور والقلى ... فكلكم قوال زورٍ ومسرف
إذا لم تنالوا حظه صار حظكم ... أباطيلٌ وبهتانٌ ومين تزخرف
فحتى متى لا تتقون إلهكم ... وتولوا ذكرًا للجميل وتنصفوا
فيا لهف نفسي بل ويا عظم لوعتي ... عسى الله بالآمال والحال يلطف
لقد كان حظي يسبق الناس موفرًا ... فمذ بأن نجم الوقت فهو مخلف
فإني لباكيه وإني لصادقٌ ... فما القلب مرتاحٌ ولا الدمع ينزف
رضينا بما يرضى الإله لنا به ... ولله في تدبيره هو أعرف
فلا عيبَ فيه غير أن كان ماله ... على ضعفاء المسلمين يوقَّف
حنانيك لا ننفك نذكر قاسمًا ... بحسن التي ما دامت العين تطرف
عليه سلام الله ما ذعذع الهوى ... وما دام ضوء الصبح لليلٍ يكشف
وجاد على رمسٍ تضمن جسمه ... بصيب عفو ما بقى الدهر ينطف
لإِن زال منه الشخص فالحمد لم يزل ... تورثه قرم بصير وينصف
هو الفرع عبد الله من شهدت له ... أياديه إذ تهمي الجميل وتزعف
فأنعم به في حفظه أصل دينه ... لقد كان حرى للصوب وأضرف
وليس فضول القول تنطق عنده ... وأما يقل قولًا فبالحق يقذف