نعيت امرأً للبر والدين سعيه ... وللجود والمعروف ما هو كاسبه
فيا قاسم المعروف للبأس والندى ... وللخصم مشتطًا على من يطالبه
ويا قاسم المعروف للطارق الذي ... من الزاد قد أصبحن صفرًا حقائبه
ويا قاسم المعروف للملتجي الذي ... تحاماه من عظم الجناية صاحبه
وللمرهق المكروب يفرخ (١) روعه ... إذا أسلمته للخطوب أقاربه
وللجحفل الجرار يهدي رعيله ... إلى كل جبار أبي يشاغبه
هو المانع الخصم الألد مرامه ... وإن رام منه معضلًا فهو سالبه
فقل للجياد المشمعلات لاحها ... تجاوز غيطان الفلا وسياسيه
على قاسمٍ فأبكى طويلًا فإنه ... فتاك إذا ما استخشن السرج راكبه
إذا ما رمى المرمى البعيد ذر عنه ... به ناجيات زاملتها شوازبه
جحافل سهلن الروابي فأصبحت ... سباسب مما بعثرتها كتائبه
إذا نشرت أعلامهن تحدبت ... بأرجائها صيد الملوك تراقبه
فما مشرق الإله فيه وقعةٌ ... ولا مغربٍ إلا أرنت نوادبه
أقول لقلبي حين جدَّبه الأسى ... وللجفن لما جرفته سواكبه
تعز بما عزيت غيرك أنه ... طويل أسى من أودع اللحد غائبه
هو الدهر يستدعي الفناء بقائه ... وتستصغر الخطب العظيم مصائبه
له عشرةً بالمرء لا يستقيلها ... إذا ما أنيخت للرحيل ركائبه
أباح حمى كسرى بن ساسان صرفه ... فلم تستطع عنه الدفاع مرازبه
وكر على أبناء جفنةَ كرةً ... سقاهم بها كأسًا ذعافًا مشاربه
وأعظم من هذا وذاك مصيبةً ... قضى النحب فيها المصطفى وأقاربه
هم الأسوة العظمى لمن ذاق غصةً ... من الدهر أو من أجرضته نوائبه
(١) يفرخ: يذهب ويزيل.