أتلف من محمول البواخر والمدرعات ما ينوف أيضًا عن ثلاثة ملايين جنيه، وما أوقفه في خليج بنغالة تسعة ملايين جنيه.
وسبب القبض عليه لما صيد في جهة الأقيانوس الهندي اتجاه جزر كوكس كيلنغ، أن في تلك الجزيرة مركز تلغراف لاسلكي، فقصدها أمدن ليخرب ما فيها ويعطلها، فعندما أقبل رآه صاحب اللاسلكي فاستغاث بأقرب مركز للحلفاء.
ثم وصل أمدن الجزيرة وأنزل بعض بحارته وضباطه ورشاشاته ليخربوا ما فيها فبادرت نجدة الحلفاء بإرسالهم لأقرب طراد "يسمى سدني" فما أمهله طراد الحلفاء لأن يقضي غرضه بل وصل الجزيرة سريعًا فعارضه طراد الألمان أمدن فأصيب الطراد أمدن بعد دفاع عظيم وأسر قائده وقتل من بحارته عدد وأسر عدد، أما البحارة الألمانيين الذين نزلوا في الجزيرة فبقوا كامنين حتى ذهب سدني ولم يدر عن وجودهم بها فقاموا وواصلوا السير بلنش من جزائر كوكس كيلنغ إلى سومطرة التابعة لهولندا ومروا بسواحل الهند متنكرين حتى عبروا مضيق باب المندب فالحديدة فالقنفذة ومنها إلى الليث قاصدين جدة فلما قربوا لجدة قام البدو عليهم يرمونهم بالرصاص وذلك بإيعاز من الحسين بن علي ولكن وجود الرشاشات والذخيرة مع الألمان هو الذي منع تغلب البدو عليهم.
ولما سمعت تركيا بالخبر خابرت الشريف الحسين بذلك فأرسل ابنه عبد الله منجدًا لهم فوصل إلى جدة فأقام لهم الشريف الحسين وليمة فخمة إكرامًا لهم، ثم غادروا جدة عن طريق البر مارين بالسواحل حتى وصلوا سوريا وكان ذلك قبل هذه السنة بسنتين، وقد نقل عن قبطان أمدن أنه أسر لخديوي مصر عباس لما قابلهم أن قال أن الشريف حسينًا وابنه عبد الله خونة يجب قطع دابرهما عن الحجاز فإن كانت هذه قد وصلت إلى أذن الشريف فيوشك أن ينتفخ لذلك غيظًا وخنقًا ونذكر قتله لإخوانهم في السنة التي بعدها.
وفي تلك الآونة هبت رياح شديدة على أهل الغوص بين الكويت والبحرين وأصيبت السفن الكائنة بذلك البحر بضربة شديدة، وقد حدثني من