وفيها وفاة الشيخ محمَّد بن إبراهيم بن محمود رحمه الله وعفا عنه، وهو العالم العلامة والبحر الفهامة فقيه نجد على الإطلاق هكذا يطلقونه عليه في زمنه، وكان رجلًا عظيمًا مقدرًا وفقيهًا جليل القدر مقدمًا، وفيه قوة وحسن طوية وقوة إرادة ويعد من خيرة أهل زمانه يعظمه العلماء وتجثوا بين يديه لاستفراغ منطوقه وله باع طويلة في جلب العلوم واستخراج غامضها.
ويتصل نسبه بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، كانت ولادته سنة ١٢٥٠ هـ ببلد ضرما ونشأ بين والديه إلى سن التمييز، ثم أنه كان بعد ذلك في حضانة أمه وتعلم القرآن وحفظه وهو ابن تسع سنين ثم أخذ يطلب العلم على الشيخ عبد الله بن نصير وارتحل إلى مدينة الرياض في سنة ١٢٦٥ هـ فأخذ عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ، وأخذ عن ابنه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن، وأخذ عن ابن عدوان، وأخذ عن ابن عيد، وابن شلوان وغيرهم من العلماء، وما زال يتقدم حتى أطلق عليه فقيه نجد وجد واجتهد ونبغ في العلم فعينه الإِمام فيصل بن تركي قاضيًا في وادي الدواسر فباشره مدة ثلاث سنين، ثم كان قاضيًا في بلد ضرما إلى سنة ثمانين وبعد وفاة الإِمام فيصل عينه الإِمام عبد الله بن فيصل قاضيًا في بلد الرياض وجلس للتدريس بها وانتفع به خلق كثير وجثت العلماء بين يديه على الركب، فمن أخذوا عنه الشيخ عبد اللطيف، وعمر بن اللطيف، وحسين بن حسن، والشيخ عبد الله بن حسن، وحسن بن عبد الله، وحمد بن حسين، وصالح بن عبد العزيز، وعبد الحميد بن الشيخ محمَّد، وعبد العزيز بن عبد الوهاب، وعبد العزيز بن حمد، وعبد العزيز بن عبد الرحمن بن بشر، وعبد الله بن مسلم، وابن دريهم، وعبد الله الحجازي، وعبد العزيز الملهمي، وابنه ناصر، وعبد الله بن فيصل، ومحمد بن عياف، ومحمد بن فيصل، وعبد الله السياري، وأبو عرف، وعبد الله بن عبد العزيز العنقري، وعبد الله بن زاحم، ومحمد بن حمد بن فارس، ومبارك بن باز، وعبد الله بن سعد بن محمود، وعبد الله بن عتيق، وعبد الله بن جريس، وسعد الخرجي، ويعقوب بن محمَّد، وصالح السالم وعبد العزيز المرشدي، وغيرهم من المشايخ بحيث أخذ عنه أربعون قاضيًا.