وعثمان بعد الحل للعين قد رأى ... وأبصر منها ما رأى حين يضرب
سوى أنه قد كان أبصر حمرةً ... على عينه تعلو عليها وتحجب
كذلك أوساخٌ عليها كثيرة ... وورمٌ يجفن العين يؤذي وينصب
فهرتها بالميل وهو مشربٌ ... بذاك الدوى المؤذي لها حين ينكب
وصرنا على ذا الحال كل عيشةً ... يجيء إلينا بالقطور ويذهب
دواءٌ لذيذٌ باردٌ لم يكن به ... أذًا سوى غم لها حين يعصب
إلى أن مضت من حين أيام ضربها ... ثلاثة أسباع تعد وتحسب
فقال لعثمان ستبصر بعد ذا ... بيومن ما قد كان في الصحف يكتب
وما أنا فالحال أن شكيتي ... وما كان من أمري يرجا ويطلب
على حالها ما تم لي ما أريده ... وشكواي لم أبرح بها أتقلب
أبيت بطول الليل من حين ضربها ... إلى أن مضت عشرون والعين تعصب
أنام قليلًا ثم أحبس برهةً ... وأعراق رأسي من جوى العين تضرب
وقد كنت فيما قبل أرجو سلامةً ... وعافيةٌ والله بالخير أقرب
وها أنا في حال الرجاء مترقب ... من الله ما أرجو وما أتطلب
ولكنه قد زادني ذاك علةً ... وداءً سوى ما كنت أرجوه يذهب
فهذا الذي قد رابني وأمضني ... على أنني من فضله أترقب
وأطلب منه العفو مما جنيته ... وعافيةً مما يمضي وينصب
وقد عيل مني الصبر من أجل أنني ... رأيت مقامي أمره منتصب
فلا زاد إلا بلغةً بتكلف ... ولا نوم إلا ريثما أتقلب
ثم إنه لم يجد شفاءً وعزم على الرحيل من البحرين إلى وطنه أنشأ قصيدة حسنة جميلة نالت الإعجاب وذكر فيها أن الدكتور إلا عماءً ولم يفد شيئًا وامتدح صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن وأشاد بذكره ونوه في ما له من المقامات السامية وبعث بالسلام في آخر القصيدة على الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وإخوانه وأنجاله ولولا خشية الإطالة لأتينا بها.