وما حن رعدٌ أو تألق بارقٌ ... وما أنهل صوبٌ ودقه يتحلب
ثم إنه لما كشف عنها الدكتور العصب كان عليها بياض وحمرة شديدة، ولم يبصر كما أبصر في أول الضرب، فضربها بالميل ثانيًا، فلم يغني ذلك شيئًا، فقال في الموضوع قصيدة أخرى ونحن نأت بها:
أرى كل ما قد قدر الله يكتب ... وليس عن المولى مفرٌ ومهربٌ
قضاءٌ من الرحمن جل جلاله ... وما قدر الرحمن لا شك أغلب
لعمري لقد أوفى الإمام بكل ما ... يؤمله مما يريد ويرغب
سعى جهده في برئنا من عمائنا ... وسبب أسبابًا لذاك تقرب
فجازاه مولاه الرضا وأثابه ... بأحسن ما يجزي به المتقرب
فيا من سما مجدًا وجودًا وسؤددًا ... حنانيك ما سر عليك محجب
سنشرح من أخبارنا بعض ما جرى ... سوى ما مضى مما رقمناه يكتب
ولما انقضت تلك الليالي التي لها ... يؤمل منه ما أراد ويطلب
ثمان ليالي حل منا عصائبًا ... تشد على العينين منا وتعصب
فلم أرى مما كنت أبصرت أولًا ... يحركها من كفه ويصوب
وقد صار في عيني غواشٌ وحمرةٌ ... وأوساخ ما يطفو عليها ويحجب
من الغم للعين والعصب والأسى ... وأمرار ما قد كان يؤذي ويوصب
وأرجأني خمسًا وفي كل ليلةٍ ... يحاول أوساخًا تزول وتذهب
بأدويةٍ شتى فما بين باردٍ ... وما بين ذا حرٍ بها يتقلب
فلم يغني شيئًا ما يحاول كشفه ... ولا كل ما يهوى وما يتطلب
فميلها أخرى وكانت مريضةً ... وقد صابني همٌ شديدٌ عصبصب
أدار عليها الميل من بعد ضربها ... ثلاثًا يزيد الماء عنها وينضب
وهرةً منها حرة العين بالدواء ... وكان شديدًا حره يتلهب
وقد سفحت بالدم من أجلها ضربها ... وتهريتها بالميل أيان يضرب
ودامت على عيني الحرارة بالدوى ... لعمر إلهي ساعةٌ وهي توصب