فقص الذي في عينه قد أشانها ... وأصلح ما يؤذيه منها ويتعب
وما خاف لما أن رأى منه ما دهى ... ولا كان من أهواله ينيب
فقلنا له هذا سلالة ماجدٍ ... ونسل ملوكٍ لا تخاف وترهب
غطارفة شوسٍ مساعير في الوغى ... مداعيسُ في الهيجا إذا هي تنشب
وقد كان عبد الله في حال ضربه ... لأعيننا من خيفةٍ يترقب
فغسل جفن العين منه وشقها ... بمقراضه والعين تهمي وتسكب
دمًا بدموع وهو في ذاك كله ... له مستكينٌ خاضعٌ يتقلب
وخيَّط ما قد شقه وأصاره ... إلى حالةٍ يرضى بها المتطبب
وها نحن في همٍ وغمٍ وكربةٍ ... من القدح لليمنى وإنا لنرغب
إلى الله في كشف المهمات كلها ... وعاجل ما نرجوا وما نتطلب
فيا من هو العالي على كل خلقه ... على العرش ما شيءٌ من الخلق يعزب
ولا ذرةٍ أو حبةٍ في سمائه ... وفي أرضه على علمه يتغيب
بأسمائك الحسنى وأوصافك العلى ... وألطافك اللاتي بها تتحبب
أنل ملكًا فاق الملوك وسادها ... رضاك وبلغه الذي هو يطلب
وذاك هو الشهم الهمام الذي له ... تضعضعت الأملاك بل منه ترهب
إمام الهدى عبد العزيز أخو الندى ... مذيق العدى كأس الردى حين ينكب
حليف العلى بحر الندى معدن الوفا ... إمام به نار الوغى تتلهب
فيصلى العدى منه سعيرًا ويسقهم ... كؤوس الردى منها وفيها يكبكب
سعى جهده في برئنا من سقامنا ... لدى دخترٍ ذي خبرةٍ يتطبب
فما آل جهدًا في تطلب برئنا ... وما كان يرضى ربه ويقرب
فلا زال رضوان الإله يمده ... بعزٍ وإسعافٍ به يتقلب
ولا زال في عزٍ أطيدٍ موثل ... يلاحظه الإقبال أيَّان يذهب
وأحسن ما يحلو الختام بذكره ... صلاةٌ وتسليمٌ بها نتقرب
على السيد المعصوم والآل كلهم ... وأصحابه ما لاح في الجو كوكب