إلى الله في كشف المهمات نرغب ... ونسأله الفضل العظيم ونطلب
فذو العرش أولى بالجميل ولطفه ... وآلائه الحسنى بها نتقلب
ليكشف عنا الهم والغم والأسى ... فنحن على أوصابها نترقب
من الله إِفراجًا ولطفًا ورحمةً ... فلولاه ما كنا عن الإلف نذهب
ولا عن رياض المجد والدين والهدى ... إلى بلد فيها من الكفر أضرب
ولكننا نرجوا رضاه وعفوه ... وإحسانه والله بالخير أقرب
ولولا رجاء الله جل ثنائه ... لما كنت للبحرين في الفلك أركب
وقد صابنا من خوفه وركوبه ... غمومٌ وأهمام عضال وأكرب
إلى أن وصلنا دخترًا ذا درايةً ... ومعرفةً في الطب والحذق منجب
فقرب أهوالًا لدينًا مخوفةً ... وكرخانة من نارها تتلهب
وأشياء لا ندري بها غير أنها ... يحار بها العقل السليم ويعجب
فغسل من أجفاننا قبل ضربها ... بأدويةً شتى بها يتقلب
فميل سير العين مني بميله ... وميلٌ من عثمان من كان يصحب
كمثلي وأرجانا ليالٍ قليلة ... لينتظر البرء الذي هو يطلب
وأبصرت من كف الحكيم أناملًا ... يحركها من بعد أن كان يضرب
وعثمان بعد الضرب أبصر وجهه ... وكفاله يسمو بها ويصوب
وقد جاء هذا بأشياء لم يكن ... ليفعلها من كان للقدح ينسب
فشد على العينين منا بخرقةٍ ... لتسعة أيام تشد وتعصب
وألزمنا أن لا نزيل عصائبًا ... إلى أن يجيء الوقت ذاك المرتب
وما كان هذا فعل من كان قد أتى ... إلى أرضنا من حجزه يتطبب
ولا كان هذا من شأنه وصنيعه ... ولا كان هذا حاله حين يضرب
فهذا الذي قد كان من بعض شأنه ... على إنما نخفيه من ذاك أعجب
وأما الذي كان من شأن خالد ... فأمر ورى منه ما كانت النفس تحسب
رأى منه صبرًا في حدوثة سنه ... وقد كان منه دائمًا يتعجب