الجهات نفسها قد غفل وأهمل هذه الفرصة الثمينة التي ليس أعظم منها وبدل إقدام ذلك الفريق على مساعدتنا نراه قد مد يد المساعدة إلى الألمان والأتراك، نعم مد يد المساعدة لذلك السلاب النهاب وهو الألمان وذلك الظالم العسوف وهو الأتراك ومع ذلك فأنا على كمال الاستعداد لأن نرسل إلى ساحة دولة السيد الجليل ما للبلاد العربية المقدسة والعرب الكرام من الحبوب والصدقات المقررة من البلاد المصرية، وستصل بمجرد إشارة سيادتكم وفي المكان الذي تعينونه، وقد علمنا الترتيبات اللازمة لمساعدة رسولكم في جميع سفراته إلينا، ونحن على الدوام معكم قلبًا وقالبًا ومستنشقين رائحة محبتكم الزكية ومستوثقين بعرى محبتكم الخالصة سائلين الله سبحانه وتعالى دوام حسن العلائق بيننا، وفي الختام أرفع إلى تلك السدة العليا كامل تحياتي وسلامي وفائق احترامي.
المخلص السير آرثر مكماهون
نائب جلالة الملك بمصر
ثم أجابه الحسين الشريف على هذا الكتاب بكتاب مؤرخ في ٢٩ شوال يلح فيه بقبول تلك الحدود المعينة في الاتفاقية، فأجابه في ١٥ ذي الحجة بكتاب أشد لهجة من الأول وأعذب، وقال بعد الديباجة المفعمة والألفاظ التي بالمسك مضمخة إني قد أسرعت في بلاغ حكومة بريطانيا العظمى مضمون كتابكم وأجابه إلى كل ما طلب سوى تعديلات يسيرة، وتلطف وأطال بالمديح والثناء العجيب، ثم قال بعد ذلك: وفي الختام أرفع إلى دولة الشريف ذي الحسب المنيف والأمير الجليل كامل تحياتي وخالص مودتي، وأعرب عن محبتي له ولجميع أفراد أسرته الكريمة راجيًا من ذي الجلال أن يوفقنا جميعًا لما فيه خير العالم وصالح الشعوب أنه بيده مفاتيح الأمر يحركها كيف يشاء، ونسأله تعالى حسن الختام والسلام.
نائب جلالة الملك السير آرثر مكماهون
فردَّ الحسين على هذا الكتاب بأنه يعترف بأن الولايتين مرسين وأضنة لستا داخليتين في حدود البلاد العربية التي تطلبها، وقبل تأجيل البحث في ولايتي حلب وبيروت إلى ما بعد الحرب.