ومن أبيات للشيخ حسين بن علي بن نفيسة يسلي بها صاحب الجلالة ويذم بها العجمان الخائنين بأنهم لئام لا يفيد فيهم الإحسان وهي قوله:
سبحان من يجمع الأوصاف في بشرٍ ... حتى يذل له في الحب شجعان
قلت أمتعينا بوصلٍ يا حبيبتنا ... فطالما جد بي وجدٌ وهجران
قالت تروم وصالًا لا سبيل له ... هلا سمعت بما قد رام ضيدان
رأس النفاق ضعيف الرأي أسفهم ... أبدا الخنا فغدى للشر ديدان
واستسمن الكلب بالنعما فقابلها ... بالكفر والغدر إذ غيره عجمان
هذا تذكر ما أسدى الإمام له ... له النفائس أفراسٌ وذيدان
بل والفلوس وما قد صيغ من ذهبٍ ... الكل تأتيه أمنان وأثمان
يا ضيعة المال فيمن ليس يشكره ... إذ قال ربي جزى الإحسان إحسان
في فرقة نكثت للعهد فاسدةً ... تأتي الفساد كما يأتيه فيران
لا غرو قد وافقوا الأتراك دهرهم ... فليس ينهاهم دينٌ وإيمان
من حبهم أجلبوا نحو العراق وقد ... جدوا بآثارهم رحلٌ وأضعان
فخاب ما أملوه من مفاسدهم ... ضلوا كما ضل في مسراه حيران
لا يهتدون إلى رشدٍ وقد جبلوا ... على طبائع أسلاف لهم بانوا
فالشرى لم تنقلب أريًا مرارته ... وقد يكون من الثعبان ثعبان
فالسحت مأكلهم والغدر شيمتهم ... لم تغن عنهم مواثيق وأيمان
كم خربوا بلدًا كم فرقوا عددًا ... كم أيتموا ولدًا كم مسلمٌ هانوا
قد قال جدي حسين فيهم مثلًا ... تلقاء عمك إذ وافاه راكان
لو ترم في البحر صلبوخًا وتخرجه ... فأقدح ففي وسطه شرٌ ونيران
هم الزناديق لا تقبل لعذرهم ... كم نالهم منك إعراضٌ وإحسان
فلم تزدهم سوى البغضاء من سفه ... إذا صدهم عن سبيل الرشد شيطان
إياك إياك أن تريحهم أبدًا ... أن اللئام إذا لم يغدروا خانوا
فالعفو عن مثلهم ذل ومنقصةٌ ... والجور في مثلهم جود وإحسان