ولحق رجل من العدو ابن سعود وكان الرجل فارسًا ولم يعرفه، فقال له ألق السلاح، فالتفت إليه ابن سعود وبيده سيفه فقال خذه فإنك أهلٌ له، فضربه بالسيف بقوة فقسمه السيف شطرين.
وقد قال الشيخ سليمان بن سحمان قصيدة في هذا الموضوع يسلي بها صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود، وأن الحرب سجال وفيها تحريضه أيضًا على الجهاد.
أمور القضا ليست بحكم العوالم ... ولكن إلى ربٍ حكيمٍ وعالم
فضاها إله العرش جل جلاله ... وقدرها من قبل خلق العوالم
بخمسين ألفًا قدرت من سنينا ... فليس لأمر حمه من مقاوم
فلوا أن "لو" تجدي وتنفع قائلًا ... لأصبح مفتونًا بها كل لائم
يلوم على ما قدر الله والقضا ... فتبًا له ماذا جنى من مآثم
وما كان هذا الأمر بدعا فقد جرى ... لأفضل خلق الله صفوة هاشم
محمَّد الهادي إلى الرشد والهدى ... وأصحابه أهل النهي والمكارم
لأن كان قد أضنا بنا وأمضنا ... بشؤم الذنوب المعضلات العظائم
من القرح ما نرجوه من فضل ربنا ... وإحسانه محوًا لتلك الجرائم
فقد مسهم من ذلك القرح فادحٌ ... فكانوا طعامًا للنسور الحوائم
بأيدي رجال من ذوي الصدق في اللقا ... حماةٍ كمات كالأسود الضراغم
يسومون في الهيجا نفوسًا عزيزةً ... وترخص منهم في حضور الملاحم
وقد غادروا أبناء حائل في الوغى ... جثاثًا ركامًا كالهشيم لشائم
وقد منَّ مولانا بطلعتك التي ... أضاءت بها شمس العلى في العوالم
فأصبح هذا الناس في ظل مجدكم ... بأمنٍ وفي رغدٍ من العيش ناعم
وجاء بك المولى معافًا مسلمًا ... وأعداك في كبتٍ وذلٍ ملازم
الخ. على أن العدو لم سلموا من الانهزام لكن شدة الوقعة كانت على ابن سعود.