وخالص التسليمات الودية مع مراسم الإجلال والتعظيم المشمولين بروابط الألفة والمحبة الصادقة، لمقام دولتكم السامي ولأفراد أسرتكم المكرمة مع فائق الاحترام ثم أنه أمضى وذكر اسمه فرد عليه الشريف بكتاب، ووعده بالقيام بجمع كلمة العرب على قتال الأتراك طالبًا بعض الأسلحة والذخائر والأقوات فأجابه مكماهون بكتاب في جمادى الأولى بلغ في التعطف واللين غاية بديعة قال: إلى ساحة ذلك المقام الرفيع ذي الحسب الطاهر والنسب الفاخر، قبلة الإِسلام والمسلمين، معدن الشرف وطيب المجد سلالة مهبط الوحي المحمدى الشريف بن الشريف صاحب الدولة السيد الشريف حسين بن علي أمير مكة المعظمة زاده الله رفعة وعلاء آمين، ثم بعد إني أعرب عن كامل الولاء والمحبة والاحتشام وتقديم خالص التحية والسلام تكلم بكلام عظيم في الإطراء وقال: وقد سرني أن أخبركم بأن حكومة جلالة الملك صادقت على جميع مطاليبكم، وإن كل شيء رغبتم الإسراع فيه وفي إرساله فهو مرسل مع رسولكم حامله هذا والأشياء الباقية ستحضر بكل سرعة ممكنة وتبقى في "بور سودان" تحت أمركم لحين الحركة. ثم أطال في ذكر أن جميع مطلوباته ستدفع إليه على مأموريته، وحثه على الأتراك حثًا مزعجًا بانتهاء الفرصة في مصادمتهم وأنه بلغ دولته أنهم إلى أن قال: وقد بلغنا أن ابن رشيد قد باع للأتراك عددًا عظيمًا من الجمال، وقد أرسلت إلى دمشق والشام ونؤمل أن تستعملوا كل مالكم من التأثير عليه حتى يكف عن ذلك وإذا هو صمم على ما هو عليه أمكنكم عمل الترتيب مع العربان الساكنين بينه وبين سوريا أن يقبضوا على الجمال حالًا، ولا شك أن في ذلك مصالح لمصلحتنا المتبادلة، وقد يسرني إن أبلغ دولتكم أن العربان الذين ضلوا السبيل تحت قادة السيد أحمد السنوسي وهم الذين أصبحوا ضحية دسائس الألمان والأتراك فقد ابتدأوا يعرفون خطأهم وهم يأتون إلينا وحدانا وجماعات يطلبون العفو عنهم والتودد إلينا، والحمد الله قد هزمنا القوات التي جمعها هؤلاء الدساسين الخ.
ثم إنه ختم الكتاب بكمال الاحترام والدعاء وإخلاص المودة التي لا يزعزعها