كوضعها للدستور المنافي للشريعة ومنابستها لأهل الدين وغزوهم وتشتيت شملهم كما فعلوا بالوهابين قديمًا وحديثًا وهم بفعلهم ذلك إنما نابذوا التوحيد وأهله وقس على ذلك، ثم إنه قام الشريف بعوإنتصاراته في أخر هذه السنة ونظم مرسوماته بتأليف هيئة الوكلاء وتأليف مجلس الشيوخ وغيرها.
وفيها أنشأ الأديب حسين بن علي بن نفيسة قصيدة يمتدح بها الأمير عبد الله بن جلوي ويعرض فيها بزيارة أهله ومطلعها قوله:
لكل زمان طلعةٌ وأفول ... وكلٌ له نحو الفناء سبيل
هو الموت ألا إِن في الموت راحةً ... إذا لم يساعد صاحب وخليل
أبيت أناجي الهم حران مولعًا ... ونومي إذا نام الخلي قليل
صحابي قفوا لي بالديار فإنني ... حنيني إلى تلك الديار طويل
وهل بالحمى أحبابنا إِن دنا الحمى ... مقام فود القلب ليس يزول
وهل من معين منجحٍ لمطالبي ... فما لمرءٍ إلا شافعٍ ومنيل
ثم إنه قال بعد وصفه لوجده وبالغ في ذلك:
أقول لنفسي حين عز غرامها ... وطول الأسى للمغرمين قتول
هبيني فما في الناس لي من مساعدٍ ... فأهل الندي والمكرمات قليل
عفت طرق المعروف من كل سالكٍ ... وليس لحل المشكلات فعول
مضى محسن لم يلحق المنَّ رفده ... ومستحسن منه الثناء جميل
وكل جوادٍ يسبق السؤل جوده ... فلم يبق إلا مانع وسؤل
فقالت بدا منك القنوط سفاهةً ... فأنت لعمري مخطئ وجهول
إذا ما رأيت الناس لا نفع فيهم ... وكل شفيعٍ ليس منه حصيل
فهلا لعبد الله تشكو فإنه ... وفيٌّ سخيٌّ ماجدٌ ونبيل
وفرعٌ نما من أصل قوم أماجدٍ ... وما الفرع إلا ما نمته أصول
فدع كل قولٍ كالسراب بقيعةٍ ... إلى قوله إِن قال فهو يطول
فما الحزم والإقدام إلا لمثله ... هو الليث كل الليث حين يصول