للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنه دعا فيه لسلاطين آل عثمان، وأنه لم يأل جهدًا في مناصرتهم إلى أن نشأت في الدولة جمعية الاتحاد وما جرى منهم من خوضهم في غمرات الحروب الحاضرة وتفريق سكان ممالكها وتمزيقهم، فريقًا بالصلب وأنواع بالإعدام والآخر بإجلائه عن وطنه، علاوةً على ما أصيب به في أموالهم وأنفسهم واضطروا العموم إلى بيع أبواب دورهم ودواليبهم وأخشاب سقفها، وآخر ذلك مصادمتهم لنص الكتاب من جعل نصيب الأنثى مثل نصيب الذكر في الأرث، وهدم أركان الإِسلام وهي إباحة الفطر للجند في المدينة ومكة والشام، وما حصل من خلعهم السلطان المعظم، حتى أصبحت الدولة في يد "أنور باشا" و"جمال باشا" و"طلعت باشا" يحكمون بها ما يشاءون ويفعلون بها ما يريدون، ثم أطال بذكر تعديد مساويها ومناقضتهم لسورة البقرة في أمر الشهود، وصلبهم في آن واحد لإحدى عشرين رجلًا من عظماء المسلمين وكبراء نوابغ العرب، عدى من صلبوه من قبل، فلو كان هؤلاء المصلوبون من بهائم الأنعام لعدمنا فيا للرحمة، وإنهم نفوا العوائل وفيها الشيوخ والأطفال وربات الخدور ما تنفطر له القلوب وتزهق الأنفس حسيرات، وشنع عليهم برميهم للبيت العتيق الذي أضافته العزة الأحدية لذاتها السبحانية، وأصابوه بقنبلتين من قنابل مدافعهم وقعت إحداهما فوق الحجر الأسود والثانية تبعد عنه بثلاثة أذرع حتى التهبت بالنار ستاير البيت وهرع الألوف من المسلمين لإطفاء لهيبه بالضجيج والنحيب، وثرك الحكم في هذا الاستخفاف للعالم الإِسلامي، ثم إنه بعد ما أطال قال رافعين أكف الضراعة لرب الأرباب متوسلين برسول الملك الوهاب أن يتولانا بالتوفيق، ويمدنا بالهداية إلى ما فيه خير الإِسلام والمسلمين والاعتماد على الله العلي الكبير وهو حسبنا ونعم النصير، وأمضي تحته شريف مكة وأميرها الحسين بن علي ٢٥ شعبان سنة ١٣٣٤ هـ.

وقد كان يظهر من هذا المنشور غيرة الحسين لدين الله وشرعه من فعل تركيا ولكنه كان ذلك منه لأمرٍ ما.

أما مفاسد تركيا وما هي عليه من التدهور قبل الثورة وبعدها فليس يخفي