للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يستغرب هذا كما قدمنا، فهل يصلح رسل التوفيق ما أفسده عاقدوا المعاهدات.

فلما أغلق باب الطريق إلى ابن سعود مع الحجاز في وجه وقد القاهرة جاء الوفد الآخر من الطريق الثاني إلى الرياض.

وفيها أمر فخري باشا بوضع أساس النصب التذكاري، وكان موضعه بالمناخة جنوبي السبيل، تذكارًا لتولية الدولة العثمانية للشريف علي حيدر على إمارة مكة، وبينما كان العمال يحفرون لوضع الأساس هناك إذا انفتحت لهم هوة كشفت عن بيوت سقوفها تحت طبقة هذه الأرض، فنزلوا إليها ووجدوا فيها ثيابًا معلقة على حبال ومع بلاها، فإنها كانت محتفظه بهندامها متماسكة بحكم الرطوبة وعدم خلل الهواء للغرف الموجودة بها، ولكن بمجرد لمس العمال أيًا منها تناثرت كما تناثر الرماد وتساقطت تساقط الأجساد المحنطة إذا مستها يد، فدمروا البيوت وأشادوا عليه ابن اية التذكار، وقد دمرت هي أيضًا في عهد الحكومة الهاشمية، وقد جرى مثل هذه القصة منذ سنتين وكثيرًا ما يوجد أسفل المدينة مدينة مدفونة إذا نقبت الأرض فيوجد آثار الأديار وأعمال الأولين.

وفيها عظم الإقبال والجد والاجتهاد في طلب العلم والدراسة والنشاط بين يدي الشيخ الفاضل عمر بن محمَّد بن سليم وآل الشيخ، واتسع نطاق العلم ونظمت القصائد في فوائد العلم وفضله وآدابه وأسبابه وموانعه، وكثرت المجاوبات عليها والمراسلات بينهم وذلك يدل على هممهم العالية ومطالبهم السامية، ويعد ذلك الوقت في القصيم عصر النهضة والتقدم والتعليم، وأولع الطلاب بدراسة القرآن وحفظه والبحث في مسائل العلم، وسهروا ليالي الشتاء، وضربت أباط الإبل إلى الرياض وبريدة وغيرها للأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وعن الشيخ عمر بن محمَّد بن سليم، وكان من الطلاب من يسافر راجلًا إذا لم يجد مركوبًا.

وفيها وفاة راشد بن سليمان أبو رقيبة من أهالي بريدة في القصيم وهذه ترجمته: