آية حركة على الشريف اليوم هي علينا ومساعدة لأعدائنا وأعدائك، وقد ألح ابن سعود عليه في هذا الاجتماع أن يعطيه جوابًا قاطعًا لأن لا يكون بينه وبين الشريف محاربةً، فوعده بأمرين:
أولهما: أن لا يتدخل الشريف في شؤون نجد.
الثاني: أن لا يتكلم باسم العرب.
تعهد السر برسي كوكس لابن سعود بذلك، ثم إنه دعى عبد العزيز لزيارة البصرة فلبى عبد العزيز الدعوة وعرج في طريقه على الكويت ليعزي آل صباح بوفاة كبيرهم الشيخ مبارك، ثم إنه جاء وفود الإنكليز والعرب وذلك لأن الشريف لما رفعته الإنكليز إلى هذه الغاية وأمدته بالأسلحة والذخائر والأموال وقلدوه الخلافة سولت نفسه أن العرب كالخاتم بيده، وأن وعود بريطانيا له كانت لا يغيرها شيء، لم يحط علمًا بأنها جعلته لها يدًا تضرب به أعدائها، فإذا حصلت على أمرها أتت علي بن يانه من أسه فسقط عليه، لهذه الرفعة التي حصلت له، كان لا يرى ابن سعود ولا يعده إلا أنه أمير يجب أن يخضع للجلالة الهاشمية، وإذا تحدث عنه قال إنه أمير من الدرجة الخامسة لما يجده لأهل نجد من الكره الموروث، فبسبب ذلك ثارت كوامن الساكنات، وقام لا يريد مفاوضة بين الإنكليز وبين ابن سعود، على أن الإنكليز أهمهم أمران، حربي وسياسي، أما السياسي: ففي الحجاز، وأما الحربي ففي العراق، فجاءت الوفود البريطانية وقدم المستر ستورس ورفيقه المستر هوغرث إلى جدة ليسافرا من قبل المعتمد البريطاني في القاهرة إلى الرياض عن طريق الحجاز فلم يأذن الشريف وادعى بعدم الأمن، وحقيقته أنه يخشى أن ترجح كفة النفوذ في الرياض، بل كان يخشى أن يكون اتفاق الإنكليز وابن سعود مضرًا بمصالحه أو مجحفًا باتفاقه معهم فلا يرضى لهذا بأي اتفاق يكون بينهم وبين أمير من أمراء العرب إلا بواسطته قائلًا: اتركوا لي ابن سعود فأنا أعالجه لخيركم وخير العرب.
وقد كان ابن سعود محافظًا على عهوده مع بريطانيا العظمى، غير أنه يخشى أن يكون بينها وبين خصمه اتفاق سري ملحق للمعاهدة يضربه ومصالحه، ولا