للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قدم، وسكانها خمسة آلاف، ثلثاهم من العبيد المعتوقين، وثلثهم من عرب سبيع الذين طردتهم عتيبة عن سكنى جهات الحجاز فنزحت سبيع إلا بقية منهم سكنوا رنية الخرمة.

أما الأشراف في الخرمة فلا يتجاوز عددهم ثلاثمائة نفس، وأمير الخرمة هو الشريف خالد بن منصور بن لؤي رحمه الله، وهو من أقارب الملك حسين، ولكنه محب لأهل الدعوة الوهابية جدًا، فلم تصف حالته مع حسين الشريف واتفق مع هذا أنه حدث خلاف بينهما في السنة المتقدمة حمل جلاله الملك حسين على حبس خالد، فاشتعل في صدر خالد زناد الانتقام، ولكنه غطاه دثار العقل إلى حين فرصة الانتقام، وذهب خالد بعد ذلك يساعد الأمير عبد الله في حصار المدينة، وهناك حدث بينه وبين الأمير عبد الله خلاف وتكررت الإساءة منهم إليه، فتكلم خالد منذرًا، غير أن الأمير عبد الله غضب ولطمه بيده لطمةً أثارت تلك المغطى، وقيل أن الذي لطمه رجل يدعى فاجر بن شليويح أحد شيوخ قبيلة الروقة، فاعتقل عبد الله المعتدي ولكنه أطلقه بعد أيام، فلم يرض خالد بهذا الجزاء وأسرّها في نفسه واستأذن الأمير عبد الله في الرحيل فأذن له، وما أصغى إلى نصح ناصح وهو الشريف شاكر بن زيد بن فواز ألا يأذن له بالرحيل، فإن خالد في نفسه شيء لا يغسله ذلك الاقتصاص من خصمه وسوف يطول يومه بعد ذلك معهم إن لم يرضه، لكنه أجابه عبد الله ليمضي حيث شاء، وبالرغم من استخفافه بحقه فقد أمره أن يهبط إلى مكة، ويقابل الملك فتظاهر بالطاعة وغادر العيص مغيظًا محنقًا وآلى على نفسه لينتقمن لنفسه وليجعلن خصومه أحدوثة للناس، فخرج من رابغ إلى تربة، وأخبر كبار قومه بما لقي من إهانة بالغة، واستثار حماستهم فأجابوه أنهم معه ولو خاض بهم البحر، فأفشى إلى ابن سعود ما كان عليه الحسين، ودأب على تقوية الصلات بينه وبينه، واستنجده عليه وطفق خالد يدأب في ضبط القبائل لابن سعود ونشر الدعوة له، وقد علم الحسين ببعض جهود خالد وأعماله فارتاب منه وبعث إليه يطلب حضوره إلى مكة، فاعتذر خالد وتعلل، وبعث إليه للمرة الثانية