ست ليالٍ للاستئمان من سطوتنا، وإن لم تفعلوا فسأميل ميمنةً البيرق المنصور عليكم مستعينًا بالله تعالى مستنجدًا عظيم قدرته، ولا تكتم إنذاري هذا عن كل صغير وكبير لأني سأسلك عنه حين لا تنفعك الندامة ... والسلام على من أَتبع الهدى في ٢٤ شعبان سنة ١٣٣٧ هـ.
القائد العام للجيوش الشرقية الهاشمية الختم.
وفي كتاب إلى ماضي بن قاعد ومحمد أبرق نقيش يقول: ما خفي عليكم ما حل بتربة من ذبح الرجال وتدمير المال بعد أن طغى أهلها وبغوا، وأنتم يا أهل رنية بدو وحضر إن ما كفيتم طوارفكم وركبتم إلى في ست ليالٍ مع شريفكم وإلا حزمتكم حزم السلم وطردتكم طرد غرائب البل، وعاقلكم يعلم جاهلكم، ولولا مشاري بن ناصر وغازي بن محمَّد لكان صباحي يسبق كتابي إليكم والسلام على من اتبع الهدى.
ثم إنه استقر الأمير ذلك النهار في المخيم المنصور، وبعد إرساله كتب التهديد إلى رؤساء القبائل إذن لنجاب ابن سعود أن يعود بالجواب الذي ذكر، وكان قد علم بأن السرية التي جاءت إلى الخرمة بقيادة ابن بجاد وخالد قد مشت منها إلى مكان يدعى "القرين" فقال عبد الله لرسول ابن سعود هذا الكلام:
أخبر الخوارج ومن التف حولهم في القرين بما جرى وقيل لهم ما جئنا تربة من أجل تربة والخرمة فقط، سنصوم في الخرمة إن شاء الله وسنعيد عيد الأضحى في الحساء، فركب الرسول وقت الظهر كئيبًا مدهوشًا إلى أن وصل إلى القرين الذي يبعد عن تربة خمس ساعات وصله بعد صلاة العصر، فأحاط به الإخوان مستخبرين فشق جيبه حتى انسلخ من ثيابه وجعل يروي ما جرى على أهل تربة وما فاه به الشريف، فما كاد يتم كلامه حتى صاحوا صيحةً واحدة "إياك نعبد وإياك نستعين خيال التوحيد أخو من أطاع الله" وهموا بالهجوم فسكن العالم والقائد رعبهم، فقال سلطان بن بجاد بن حميد كيف نتجاوز أوامر صاحب الأمر فهو لم يأمرنا بغير الدفاع، ولكنه نسي كتابًا آخر جاء من ابن سعود وفيه ما معناه: