للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لغرض الأمير، فقد دخل تربة بدون قتال يذكر، دخلها في ٢٤ شعبان من هذه السنة بعد يوم واحد من كتابة الكتاب إلى ابن سعود، والذي مكنه من ذلك هو أنه كان قد استخدم بعض عربان البقوم في جبل حضن ليدخلوا البلدة مدعين أنهم جاءوا يحذرون أهلها من الأمير ويستنهضونهم على محاربته، بل قالوا للمدافعين أنهم جاءوا يحاربون معهم، فأنزلوهم في الحصون مع من تحصن فيها، فما لبثوا أن انقلبوا عليهم فاستولوا على أسباب الدفاع وصاحوا بالناس الملك للشريف، وفي تلك الساعة في صباح الرابع والعشرين من شعبان دخل الأمير بجيشه فصادف لأول الأمر بعض المقاومة، فأمر بإطلاق المدافع والرشاشات على المقاومين فتشتتوا ثم فروا هاربين إلى الحرة جنوبي البلد، فلما دخل الأمير ظافرًا وزع جيشه في جوار تربة وحولها، وكانت ساعة لرجاله أباح فيها البلد، فنهبوا وأفسدوا فيها وتبروا ما علو تتبيرا على ما تقتضيه أهوائهم، ثم أمر بقتل بعض المشايخ واثنين من التجار النجديين وبمصادرة أموالهم.

ثم إنه كتب من مخيمه في الجهة الغربية إلى والده الحسين كتابًا جاء فيه:

إني في ثلاثين يومًا سأطوي نجدًا بأجمعها وأخاطبكم من البحرين، وبث كتبه إلى رؤساء البادية في تلك النواحي، خصوصًا في رنية يخبرهم بما حل في تربة، ويهددهم بمثل ذلك إذا كانوا لا يجيئونه طائعين صاغرين، ومن هذه الكتب هذا الكتاب -قيادة الجيوش العربية الشرقية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من عبد الله بن أمير المؤمنين الحسين بن عون إلى المكرم فيحان بن صامل، أما بعد فإني أحمد الله إليكم ثم أخبرك بأننا وفقنا الله سبحانه وتعالى فأطفأنا نار الخارجة التي في تربة ومزقناها كل ممزق، وضربنا أعناق أرباب الزيغ والنفاق ومن جملتهم "الطعامة" و"ابن مسيب" نزيل قريتكم وإن هذه الفتنة التي أثارها خالد بن منصور بلا لازم ينعاه أو حق يطلبه، وأدخلكم فيها نأمركم بتركها والإسراع بالركوب إلينا، وكف كافة سبيع أهل رنية بدو وحضر عن الاستمرار فيها، ونأمركم بجلب شيوخ الزكور "قبيلة من القبائل" معكم إلينا في