للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يزور ولا يزار خاليًا بربه وفاطره محبًا لأهل الدين مبغضًا للكفار والمنافقين وكهفا منيعًا لأهل الحق ينتابونه في الشدائد ويفزعون إليه في وجوده إذا دهمتهم المهمات والمكائد.

أما عبادته واجتهاده وزهده وورعه فشيء لا تبلغه العبارة، ولقد كانت شهرته تكفي عن ذكر ترجمته:

جاء إليه صاحب له فقال له: يا شيخ كيف أصبحت فقال لست بطيب إذا لم أخلف الصراط خلف ظهري فلست بطيب، وجاء إليه صديق يشكو الحال من كثرة الاختلاف والشقاق وقال: يا شيخ إن الناس في خبط وتقلب، فأجابه قائلًا، يا أخي قل الله اجعل هواي تبعًا لما جاء به نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -، ودع الناس في خبطهم لهم مدبر يدبرهم، فلله دره ما كان أعرفه بربه، فانظر إلى ما تحت هذا الدعاء من السر البديع.

ولما سمع بقدوم الدولة العثمانية إلى بريدة خرج إلى خب يسمى "زنقب المريدسية" فارًا بدينه ونزل عند نسيب له فيها وكان قد استصحب معه منيحة عنزًا اشتراها بنفقة طيبة فكان يشرب حليبها هناك فقدر أن انطلقت ليلة من الليالي إلى خضرة الجيران تأكل فلما علم بذلك تأثر واغتم لها ودعا بأهل البرسيم ليقوموا ما أكلته فأبوا عليه وأخبروه أنهم في حال المسرة بذلك وعلى الرحب أن تأكل منيحة الشيخ منهم لحبهم لصاحبها، فحبسها سبعة أيام واجتنب درها فيها.

ولما جاءته زوجته مرة بلوبيا من فلاحة أهلها لعشائه فسألها من ناولها إياه أأمها أو أبوها وحرج عليها إذا لم يعلم به أبوها فلترجع به عنه، وهذا غريب في زمانه وبعد زمانه وشيء يعجب له من تركه المشتبهات، وإنه ليجمل بنا ذكره.

ولما أن قدمت الدولة العثمانية إلى بريدة بسعي الأمير عبد العزيز بن متعب ابن رشيد كما قدمنا خرج إليه بعض أحبابه وأصدقاءه في خبه ذلك وجلس إليه يبكي مما دهى من العضلات والفتن وكان الزائر من المنتسبين إلى العلم وقال له