وممن توفي فيها من الأعيان أيضًا الشيخ عبد الله بن فداء وهذه ترجمته:
هو الشيخ الإمام العالم العلامة الزاهد الورع التقي من نشر الله ذكره في العالمين وجعل له لسان صدق في الآخرين، ذو الأسرار الإلهية والمعارف الربانية، الموسوم بالفضل والدين وشهاب الرحمن على أعناق الكافرين عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن مُفَدَّا هل وزن مهنا ويعرف بين الناس (بابن فداء) من آل ظفير.
ولد في سنة ١٢٧١ وأخذ العلم عن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ وأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وأخذ عن الشيخ محمد بن عمر بن سليم وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد الله بن حمد بن سليم وغيرهم، ورشح مرات للقضاء فرفض وكان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن يراسله بكتب ويكتب له بابن مفداء وطلب منه أن يقابله عدة مرات ليتفق به فقابله الشيخ عبد الله ووعظه وأهدى له نصائح وأسدى إليه مواعظ في مقابلته منها قوله (يا عبد العزيز إياك والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة كررها ثلاثًا) ثم انصرف الشيخ عنه وتركه.
أما الذين أخذوا عنه العلم فمنهم: الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد، ومنهم الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع مدير المعارف سابقًا، وأخذ عنه عبد العزيز بن عودة السعوي، وأخذ عنه الشيخ عبد الرحمن بن عبيد، والشيخ عبد المحسن بن عبيد، وأخذ عنه سليمان بن ناصر السعوي، وأخذ عنه الشيخ محمد بن مقبل وغير هؤلاء خلق كثير؛ وألف بعض الرسائل فمن مؤلفاته "القول المتين في الرد على المحتالين في المعاملات" وقد لقي بعض المضايقات من بعض أمراء القصيم فاضطر إلى النزوح إلى بلدة عنيزة، وصبر وصابر وعلم وأرشد وله عناية بالرفق وكان عالمًا بصيرًا في دينه زاهدًا في الدنيا معرضًا عنها مقبلًا على الله والدار الآخرة ويندر مثله في زمانه لأنه جمع بين العلم والزهد والورع وله محبةٌ في قلوب المؤمنين مديمًا على العزلة لا