أداء الصلاة في الجماعة وأنت لم تصل، فقال وما أدراك بأني جنب لم أغتسل غير أني فعلت ذلك للسلامة من التبعة وقلت في نفسي أن الله أسمح منهم في حقه وألطف، فبكى الشيخ وتأثر لمقالته، ثم نهى عن تفقد المأمومين بعد صلاة الفجر.
ولما كان بعد الوباء المذكور بشهرين توفاه الله تعالى وانتقل إلى جواره مخفًا من الدنيا متقللًا متعففًا، فيا طوبى له إذ أحشر بين يدي رب الأرباب وراحم من خضع له وأناب، نقول هذا ولا نعلم إلا خيرا.
وكان إمامًا في مسجده الكائن بشرقي بريدة وبيته إلى جانبه فما زال كذلك حتى قدم إلى رحمة الله تعالى، وما كانت إلا ساعة قم انقضت وأعقبت الخير الدائم والمسرات والعيش الهني في شامخ الغرفات مع الذين أنعم الله عليهم من أهل الطاعات وأهل الفضائل والكرامات إن شاء الله تعالى.
وكان له من الأبناء عبد العزيز وعبد الرحمن؛ فأما عبد العزيز فكان ثقة عارفًا متفننًا في العلوم، وله أيضًا صلاح وزكاء وفضل، وأما عبد الرحمن فكان أيضًا رجلًا طيبًا وخلف أباه في الإمامة في مسجده ولا يزال من سلالته من يلازم على إمامة مسجدهم ويكرم لكرامة الشيخ عبد الله.
رجعنا إلى ذكر الشريف وعداوته لأهل نجد فنقول:
بعدما نكب في وقعة تربة وخسر جيشه بأجمعه لم يزدد إلا عتوًا وعدوانًا ومقاومة فأوصد البيت الحرام في وجوه أهل نجد ومنعهم من الحج كأن البيت الحرام ملكه أو ملك أبيه وجده وأخذت جريدة القبلة تنشر المقالات التي يحبرها الحسين بقلمه في الطعن بأهل نجد وابن سعود مما كان له الأثر الأسوأ في نفوسهم وصارت من أكبر الأسباب الدافعة لعبد العزيز بن سعود على فتح الحجاز كما سيأتي، ثم أن ابن سعود بعث بالتعاليم إلى رعاياه يحذرهم عن الشريف وشره بان لا يجلب عليه مبيع ولا يخدم عنده أحد، ولا يعان ولا يوالى وهذه صورة الكتاب.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود إلى جناب الكرام فهد بن معمر وكافة الجماعة سلمهم الله تعالى وأبقاهم آمين بعد مزيد